سيدي احمد بن عاشر

(هوغير سيدي عبد الواحد بن عاشر صاحب منظومة المرشد المعين على الضروري من امور الدين)   

ولد سيدي أحمد بن محمد بن عمر بن عاشر الأندلسي الشهير ب”سيدي بنعاشر”، ببلاد الأندلس وبها نشأ وحفظ القرآن وقرأ العلم التأسيسي، ثم انتقل منها إلى الجزيرة الخضراء، وأقام بها زمنا مشتغلا بتعليم كتاب الله تعالى، إلى أن دخل المغرب صحبة عائلته أوائل القرن الثامن الهجري، فرحل إلى فاس ثم توجه إلى الحجاز لأداء مناسك الحج، وبعد رجوعه من مكة استوطن مكناسة الزيتون، ثم منها إلى مدينة سلا التي استقر فيها بشكل نهائي سنة 1350م،وتوفي سنة 1364م.

عرف سيدي بنعاشر، بالعلم النافع والصلاح، وكان يعيش من عمل يده بنسخ الكتب وبيعها “عمدة الأحكام” وكان معجبا بها مؤثرا لها ولحفظها وفهمها. وعنه يقول عبد الله التليدي في كتابه “المطرب في مشاهير أولياء المغرب”: “سيدي أحمد بن عاشر الأندلسي، نزيل سلا ودفينها، المنقطع النظير في الزهد والورع، كان من كبار العلماء العاملين منقطعا عن الدنيا وأهلها كثير النفور من الأمراء ورجال الدولة… كانت طريقته عملا على ما في  الإحياء للإمام للغزالي بجد واجتهاد، وكان يقطع أكثر أوقاته بين القبور في عبادة الله تعالى، كان قد اعتزل كل الأوساط لا يجالس إلا بعض الأفراد من أصحابه، ولا يأكل إلا من كسب يده وما يبيعه مما ينسخه من عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي  .

كان ملازما للشيخ اليابوري بالرباط.

اشتهر الولي الصالح، بكرامات ذات صبغة أسطورية فبغض النظر عن شفائه لذوي العمى والمقعدين وعلاجه للمرضى النفسانيين، يعتقد الناس أن بركته تهدأ أمواج البحر لذلك كان قراصنة سلا يدخلون المرسى بسفنهم وغنائمهم وأسراهم في ثقة من أمرهم. ومن ثم فقد تحولت شخصيته التاريخية من أسلوب صوفي إلى اعتقاد استشفائي ( يلقبه اهل سلا بالطبيب) وحمائي خصت به المدينة نفسها.

اما ضريحه بقبته وجناحيه فبناه السلطان مولاي عبد الله بن اسماعيل سنة 1733م  معروف بمدينة سلا  أما ضريح عبد الواحد بن عاشر فهو بمدينة فاس

1٬294 : عدد الزوار