أوابد الكلام(9):الحقيقة المحمدية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.

قال صلى الله عليه وسلم ( كان الله ولا شيء معه)فهو تعالى الواجب الوجود،وأضاف العارفون(وهو الآن على ما عليه كان) و(الآن)في حقه تعالى لا تشير الى زمان بل الى ثبوت الصفات الإلهية،وعدم تغيرها،فالخلائق لا تؤثر في الخالق.خلق الخلق ليظهر سلطان اسمائه وصفاته، فخلق حقيقة نورانية جامعة واسطة لتجلياته ومحلا لاستوائه، ومظهرا لكمالاته ،برزخا بينه وبين مخلوقاته،لتحقق المناسبة فيها، لكونها برقت من بطنان العرش الغيبي.فبها كان الوجود الإمكاني،لكل ما ارادت الإرادة الإلهية إخراجه من العدم،فهو صلى الله عليه وسلم الواسطة العظمى،في إيجاد الحوادث،وإيصال المدد لها إلى أبد الآباد،كل على قدر قابليته(وما ربك بظلام للعبيد)”كل ميسر لما خلق له”.ولا قوام للأكوان دون قيّوميّته .

يقول ابن عربي (كتاب مشاهد الانوار القدسية ومطالع الاسرار الإلهية)قيل لي :من انت.؟ قلت :انا العدم الظاهر، قيل لي :والعدم كيف يصير وجودا،لو لم تكن موجودا لما صح وجودك؟ قلت: ولذلك قلت انا العدم الظاهر.اما العدم الباطن فلا يصح وجوده.

فلا استمرارية لعدمنا الظاهر دون وساطته(فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقومون).ولا مناسبة بيننا وبين الكبرياء الإلهية الا من باب هذا البرزخ الرحموتي الأحدي النوراني.فالنبوة المحمدية حاضرة في تجليات الأسماء الإلهية،بداية من الاسم الحي الى تجلي الاسم المميت،فكل ماتجتاجه المخلوقات هو في خزائن الأسماء الإلهية،وما في الكون الا مقتضياتها سواء القوت الحسي اوالمعنوي.هوالقاسم للإمدادات الإلهية،على الدوائر الملكية والملكوتية. هيمنة على الملك،وظهور للخليفة بصورة المستخلف (قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء)فألبسته حضرة الألوهية أنيتها،وتوجته بأسمائها وصفاتها،وكلفته بشؤونها والله غني عن العالمين.فكانت هذه الوساطة من اعظم نواميس الوجود،ومن اغرب اسرار الشهود(فأينما تولوا فثم وجه الله) ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها)”ماعرفني حقيقة غير ربي”. فغابت عن الابصار ،وسدلت دون الوصول اليها الاستار .فصارت تنادى من وراء حجرات الظنون وكشف النظار.طلبوا الوصول وما وصلوا،وعلى كنهها ما حصلوا. هي الروح الكلية عرش استواء الرحمانية.واسطة كل العطاءات الربانية،الباطنة في كل المظاهر الوجودية،تخرج لأهل كل زمان حسب الإرادة الإلهية،فتكشف عنها النقاب التجليات الإلهية.

أتدرون من هي،هي النبوة المحمدية .

(الرحمن فاسأل به خبيرا)وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه

430 : عدد الزوار