أولياء مدينة سلا:57 من
الرجال و12 نساء
جغرافية زوايا (21) وأضرحة(69)
مدينة سلا
عرف المغرب منذ وقت مضى هيمنة المذهب السني واختيار العقيدة الأشعرية
في التوحيد؛ ووحدة المذهب المالكي في الفقه؛ وذيوع طريقة الجنيد الصوفية التي تعد
أسلم الطرق وأقربها إلى السنة، وأكثرها انتشارا في البلاد.
والتصوف المغربي امتداد وتطوير للتصوف المشرقي، فالزوايا لم تظهر بهذا
المفهوم إلا في أواخر عهد المرينيين؛ فكانت الرباطات هي المصطلح الأول الذي أطلق
على الزوايا؛ ويقصد بها البقعة التي يجتمع فيها المجاهدون لحراسة الثغور؛ وملتقى
الصالحين لعبادة الله.
ومدينة سلا عرفت بدورها هذا النوع من الرباطات، فقد ذكر ابن حوقل أن
سكان سلا يسكنون ويرابطون برباط يحف بها، وربما اجتمع في هذا المكان من المرابطين
مائة ألف رجل يزيدون وينقصون ورباطهم على برغواطة.
وأهم زاوية في مدينة سلا عصر بني مرين زاوية النساك التي بناها أبو
عنان للغرباء والواردين عليها؛ وقد كتب على بابها الغربي المقابل لضريح أبي العباس
في لوح من حجر مركب ما نصه:
(الحمد لله، أمر بهذه الزاوية المباركة أمير المؤِمنين، المتوكل على رب
العالمين، أبو عنان من موالينا الخلفاء الراشدين، الملوك الطاهرين بني عبد الحق،
أعلا الله آثارهم، وشيد منازلهم، فرغ من بنائها في 27 شعبان سبعة وخمسين وسبعمائة)
واشتهرت مدينة سلا بأنها بلاد الخلوة، ومكان الصالحين، يأتي إليها
العباد من كل مكان، وأغلب صلحاء سلا وفدوا من أماكن مختلفة من الأندلس وبوادي
وحواضر المغرب.
فقد ذكر أبو العباس الصومعي في كتابه “المعزى في مناقب أبي
يعزى” استحباب زيارة الأولياء، وذكر أماكنهم التي كانت قبل عصره، وهي رباط
شاكر وجبل العلم وسلا.
وقال ابن قنفذ في “أنس الفقير” متحدثا عن سلا: (وهذه المدينة مقر الصالحين، ورأيت
منهم فيها عددا كبيرا)؛ ثم لما انتهى من ذكر أسمائهم قال: (فهذه المدينة أولى بالمريد
بالمغرب من غيرها؛ عمرها الله بالخير والعافية).
وتضم سلا العتيقة اليوم عددا كبيرا من الأولياء والصلحاء تضاربت أسماء
بعضهم واختلفت عند العوام؛ وتفاوتت أضرحتهم من حيث الأهمية والتنظيم، منها ما هو
معروف على الصعيد الوطني كضريح الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون الذي اقترن اسمه
بموكب الشموع، وضريح الولي الصالح سيدي أحمد بن عاشر، الذي اشتهر عند العوام
بإبراء الزوار المصابين بالصرع والأمراض العقلية، وهناك زوايا لها أنشطة إشعاعية
وموسمية خاصة في المولد النبوي الشريف، وأكثر الأضرحة في سلا عبارة عن أماكن
مهجورة هي مأوى للفقراء والمساكين، وأخرى لا تعرف إلا كأسماء لدروب وأزقة.
وتواترت الرواية الشفوية بسلا أنه يوجد ضريح النبي يونس بن متى عليه السلام
المعروف في القرآن بذي النون وصاحب الحوت – وهذا مستبعد جدا – يوجد ضريحه على ضفة أبي
رقراق؛ يسمى بسيدي بوسدرة، نسبة إلى السدرة التي كانت تحيط بالضريح؛ وهي شجرة
النبق.
وتتمركز أولى الزوايا والأضرحة بسلا في ثلاث مراكز كبرى، وهي الطالعة وزناتة
والبليدة؛ لأن هذه الأحياء كانت النواة للمدينة عصر بني العشرة؛ وبها أقدم
الأضرحة، ولما جاء المرابطون، توسعت المدينة فبنوا مسجد الشهباء، وفي عصر الموحدين
بنيت بورمادة وبنوا المسجد الأعظم على أنقاض مسجد بني العشرة، الذي بقي منه جزء
كان يضم أقدم صلحاء سلا وهو سيدي عبد الحليم الغماد تـ 590هـ / 1193م
وفيما يلي قائمة الزوايا والأضرحة بسلا :
الزوايا :
الأضرحة :
الصالحات
الفيسبوك اسمها :مدينة سلا – تاريخ ، حضارة ، رياضة و خصائص أخرى
زاوية النساك بسلا يعود لها اشعاعها التاريخي وجاذبيتها الثقافية بعد إصلاحها وإعادة ترميمها
زاوية النساك بسلا التي أنشأها السلطان المريني أبو عنان سنة 1356 ظلت مهملة ومجهولة لدى عدد كبير من سكان مدينة سلا، تقع بالقرب من مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية وضريح سيدي بلعباس، وكانت في الماضي، حسب ما تشير إليه المصادر التاريخية، من أجمل المنشآت المرينية بعد أن شيدها السلطان أبو عنان وخصصها لإيواء الوافدين على المدينة من الغرباء، وكذا بعض الأعيان الذين يحلون ضيوفا على مدينة سلا.
تقع هذه المعلمة التاريخية أمام الباب الرئيسي بمقبرة سيدي بلعباس و بمحاذاة مستشفى الرازي للأمراض العقلية بشارع ابن رشد الذي تمت إعادة تهيئته هو كذلك مؤخرا من طرف مجلس مقاطعة تابريكت .