السؤال(2)أين منازل أهل القُربة؟

الجواب: بين الصدّيقية والنبوة التشريعية،فلم تبلُغ منزلة نبيّ التشريع من النبوة العامة،ولا من الصديقين الذين هم أتباع الرسول،وهومقام المُقرّبين.
وتقريب الحق لهم على وَجهين: وجه: إختصاص من غير تَعمّل،كالقائم في آخر الزمان وأمثاله.. ووجه آخر: من طريق التَعمّل،كالخضر وأمثاله.. والمقام واحد،ولكن الحصول فيه على ما ذكرناه. ومن هنا يتبيّن الرسول من النبيّ،ويَعُمّ الجميع هذا المقام،وهو مقام المُقرّبين والأفراد. وفي هذا المقام يَلتحق البشر بالملأ الأعلى،ويقع الإختصاص الإلهي فيما يكون من الحق لهؤلاء. وأما المقام فداخل تحت الكَسب،وقد يحصُل إختصاصاً. ولهذا يُقال في الرسالة إنها إختصاص،وهوالصحيح،فإن العبد لا يَكتسب ما يكون من الحق سبحانه،فله التعمّل في الوصول،وما له تعمّل فيما يكون من الحق له عند الوصول. واعلم أن منزل أهل القُربة يُعطيهم إتّصال حياتهم بالآخرة ،فلا يُدركهم الصّعق الذي يُدرك الأرواح،بل هم ممّن إستثنى الله تعالى في قوله (ونُفخ في الصور فصَعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله). وهذا المنزل هو أخصّ المنازل عند الله وأعلاها،والناس فيه على طبقات ثلاث: الطبقة الأولى: من يُحَصّله برُمّته،وهم الرّسل ،وهم فيه على درجات يفضُل بعضهم بعضاً. والطبقة الثانية: من يُحصّل منه الدرجة الثانية،وهم الأنبياء الذين لم يُبعثوا،بل تعبّدوا بشريعة موقوفة عليهم.. وهم على درجات.. الطبقة الثالثة: هي دونهما،دَرج النبوة المطلقة التي وَحيُها مَلَك. ودون هؤلاء الطبقات هم الصدّيقون الذين يتبعون المُرسلين،ودون هؤلاء الصدّيقين : الصديقون : الذين يتبعون الأنبياء من غير أن يجب ذلك عليهم.. و الصديقين : الذين يتبعون أهل الطبقة الثالثة،وهم الذين إنطلق عليهم إسم المُقرّبين،أعني الطبقة الثالثة. و لكل طبقة ذَوق لا تعلمه الطبقة الأخرى ،ولهذا قال الخضر لموسى (وكيف تصبر على ما لم تُحط به خُبراً) والخُبْر (الذّوق)،وهو (علم الحال). .

260 : عدد الزوار