الصلاة 15من خبيئة الأسرار

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال سيدنا ومولانا محمد،صلاة تابعة للتجليات الإلهية، تثني عليه بنعوته الأحمدية،صلاة به عليه. فهو نور من الله﴿رسول من الله﴾و﴿رسول من عند الله﴾ اصطحب بالإسم الجامع فكان سرا جامعا،دالا بك عليك.وحجابا أعظما قائما لك بين يديك، ترجم القرءان بأحدية هويته،ورصع اياته بأسرار نبوته.لبس حلل الأسماء الإلهية،وخص بالأولية في مقام العبدية.القائم لك بك بين يديك، حسب ما هومسطر في بساط الرحمانية،يسرت كلامك القديم بلسانه العربي المبين،وصحبه وسلم

صلاة تابعة للتجليات الإلهية ..ما معنى كون صلاتنا على سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وسلم هي تابعة للتجليات الإلهية؟الصلاة  الرقيقة الراقية المشتملة على نعوت أحمدية جديدة تثني على المحمدية هي صلاة موافقة للتجليات الإلهية : أولا-لأن هاته الصلاة هي تعظيم لشأن من لا تظهر مقتضيات الأسماء الإلهية في الكون إلا بالاصطحاب معه صلى الله عليه وسلم .

ثانيا- لكونها صلوات تتغزل في النبوة المحمدية بصفات  تُحَرّك القدر،قال سيّدنا ومولانا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم(مَنْ صلّى عليَّ صلاةً صلى اللّه عليه بها.. ) …(بها)..فيكونُ التّشوُّف القدَري لهذا المُصَلِّي فترفع درجته بها لينال حظَّه مِن هذه الخلافة العامّة المشار لها في الآية(إني جاعل في الأرض خليفة) “جاعل” اسم فاعل وفي حق الله، يدل على الثبوت والدوام والاستمرارية،ووردت كلمة “خليفة” نكرة،وفي هذا إطلاق للعموم.. قال الاستاذ المرشد نفع الله به : ففي كل صلاةٍ نعتيةٍ نُبايِعُه ونكُونُ مِنَ المُقرّبين مِنْ نُبُوّته..( الصلاة 13 من الخبيئة ). كذا قوله صلى الله عليه وسلم :سيكون من بعدي خلفاء”.

لهذا فالمصلي على النبوة بصلوات نعتية،إن تحققت فيه شروط الإذن المعلومة عند القوم،يصيرُ مؤهلا للنيابة عن الحضرة المحمدية،خليفة لها بشاهد “وهوالذی جعلكمۡ خلٰۤىٕف الۡأرۡض ورفع بعۡضكمۡ فوۡق بعۡض درجٰت”فالأرض هنا إشارة الى النبوة (لم يقل خلٰۤىٕف في الارض).فأَدْخَل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمته ، ببركة الصلاة عليه دائرة الخلافة،وجلب النفع لعباد الله مصداقا للحديث “أحب الناس الى الله أنفعهم للناس..”.فالمنفعة الحقيقية تمرعبر الصلاة عليه، فخيرنا من يصلي على نبينا،صلاة موافقة للتجليات الإلهية،لإستجلاب الرحمات.. لذلك كان كبارالعارفين ممن فُتح عليهم بتلك الصلوات لهم من شفوف درجات القرب ما جعلهم أهلا لاستقرار الصفة في وجدانهم فكانوا من مظاهرالرحمة النبوية في الكون…وقد كان شيخ شيخنا يقول : لونزعتُ جلبابي لوجدتم سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم..

تُثْني عليه بنعوته الأحمدية ،صلاةً به عليه :  تثْني على محمديته بأحمديته. بالصفات القديمة المذكورة في القرءان الظاهرة أو الباطنة… وقولنا “اللهم صل” هو طلب منا الله تعالى ان يصلى على النبوة المحمدية أما نحن فجاهلون بها (ما عرفني حقيقة غير ربي)وعاجِزون عن ذلك ،فمِن رحمة الله بالعباد أنه وجّههُم لطلب الصلاة منه تعالى على هذا النبي العظيم( فما صلّى عليه غيرُ ربه)..

صلاةً به عليه: القرآن هو مدح وثناء على النبوة وتنويه بها واخبار لها ورفع الحرج عنها ،فالثناء على النبوة لا يتحقق على وجه الكمال إلا مِن خلال القرآن

قال شيخ شيخنا قدّس الله سرَّ الجميع (وأما القران فلم يُبَيِّن صيغةَ الصّلاة بلْ أمَر بالأتّباع والإقتداء وتَرَكَ العِبَاد يُصَلُّون عليه كُلًّ على قَدْر قامته المعرفية ومحبّته واشتياقه وكُشوفاته واطّلاعاته..والنُّعوت كُلُّها مِن باطن القُران.لهذا يكونُ مَنْ وَصَفَه عليه الصَّلاةُ والسّلامُ بالنُّعوت هو أرْقى المقامات ،ومَنْ وَصَفه بالشّمائل يكونُ دونَه ،ومَنْ وَصَفَه بالسّيرة دونه كذلك اهــ.

فهو نور من الله﴿رسول من الله﴾و﴿رسول من عند الله﴾

إنّ للنبوة المحمدية شأنا عظيما جعل الكون وأهله واقفين عند حدهم في رؤية الضعف والحيرة في معرفة مراتبها وحضراتها ..الحيرة شملت معرفة النبوة في وِجهتها الحقية والخلقية معا: قال الاستاذ نفعنا الله به(فكما ترى فوجهته الخلقية متعددة الجوانب كذلك الوجهة الحقية متعددة المراتب لها اسماء على عدد المسميات ظهرت واختفت، بزغت وأفلت، أفصحت وأبهمت ” فأينما تولوا فثم وجه الله ”ما عرفني حقيقة غير ربي”… وقد أشار الاستاذ لبعض تلك المراتب العظيمة بقوله:

أولا-(فهو نور من الله): وهي متن الآية (قَدۡ جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُور) .. نورالنبوة هو نور إلهي،نوره صلى الله عليه وسلم هوأصل للكون كله،حيث أن الله تعالى كان ولا شيء معه، فلما أراد أن يوجد المُلك برق نورمن الأحدية الصرفة في الهوية، واستقر ذلك النور في كل خباياها وحجبها ..لذلك أثنى العارفون على النبوة بوصف (الهيولى) باعتبار النبوة أصلا، به رُحم الوجود لولاها لما كان الوجود موجودا ومرحوما بشاهِدِ ﴿وما أرسلنٰك ألا رحمة للعلمين ﴾و﴿بالمومنين رؤوف رحيم ﴾..

-ثانيا- قال تعالى( رَسُول مِّنَ ٱللَّهِ یَتۡلُوا۟ صُحُفا مُّطَهَّرَة): “رسول من الله” إشارة الى النبوة القديمة أول موجود قبل القبل .قال تعالى”قل إن كان للرحمٰن ولد فأنا أول العٰبدين “وقال “كنت نبيا وادم بين الماء والطين”.قال تعالى “يٰأيها النبي إنا أرسلنٰك شٰهدا ومبشرا ونذيرا”فهو صلى عليه الشاهد على الكون الإلهي، والشهيد عليه،وبالتالي فهوحاضر”يٰأيها النبي إنا أرسلنٰك”أي كان نبيا ثم جاءت الرسالة، ولم يقل تعالى :يا محمد إنا أرسلناك .فهو نبي.هيمن على الأرواح بصفته المحمدية فكان شاهدا. وسيطرعلى الأشباح بقالبه فكان شهيدا”يٰأيها النبي إنا أرسلنٰك شٰهدا”.”وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”وهي شهادته على أهل الكون كلهم..

ثالثا-قال تعالى: (رَسُول مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّق لِّمَا مَعَهُمۡ): فهوصلى الله عليه وسلم”رسول من عند الله”عند ظهورجسمه الشريف المرتبط بالمكان(مكة والمدينة)وبالزمان(زمان ظهوره) لأن أداة “عند” ظرف مكان،وظرف زمان . تقول رأيته عند المسجد الحرام،ولقيته عند طلوع الشمس.أماعندية الحق تعالى فلاهي ظرف زمان،ولاظرف مكان فهي نسبية،ماهي أمر وجودي،والنسب أمورعدمية ثابتة الحكم ،معدومة العين.وهذه الصفة المشار إليها “رسول من عند الله”هي المعنية بقوله تعالى “من يطع الرسول فقد أطاع الله”” استجيبوا لله وللرسول” “ءامنوا بالله ورسوله “”براءة من الله ورسوله”. الى غيرذلك من الايات …

اصطحب بالإسم الجامع فكان سرا جامعا  

ما المقصود بالاصطحاب ؟

-في المشهور لغةً : اِصْطَحَبَ المرءُ جارَهُ : أي اِتَّخَذَهُ صاحِباً ومُرافِقاً لَهُ..و اصطحب ابنه حفظه..و صحِب الشَّخصَ: لاَزَمَهُ، أي رَافَقَهُ وعَاشَرَهُ…و الاصطحاب مصدر يفيد الرفقة و الملازمة و العشرة.

-أما في الاصطلاح العرفاني في المشرب الفاطمي فإنّ الاصطحاب: : هو اصطحاب النبوة المحمدية للرسالة الأحمدية… اصطحاب  الصفة الاحمدية بالموصوف بها المحمدية،اصطحابٌ أو رفقةٌ أوجمعٌ، وقَع قبل القبل حيث لا زمان ولا مكان ،وقع هذا الإصطحاب في بساط الألوهية فكان اصطحابا بكل الأسماء والصفات الإلهية،لهذا فالاصطحاب خاص بمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحظ به أحد من الرسل السابقين لأن بساط الألوهية خاص به ، بينما بداية باقي الرسل من بساط الرحمانية والاصطحاب هو بداية العالم ونهايته مافوقه إلا الغيب المطمطم الذي لاحظ للمخلوق فيه…. مافوقه حضرة سحق ومحق…. .عدم…لايقبل إلا نور النبوة والكلام الإلهي الازلي…

  قال استاذنا(اصطحَب بالإسم الجامع فكان سرا جامعا)فمن مستلزمات ذلك أن يكون المصطَحَبُ معه(النبوة)له شأنُ مُجانس مع الصاحب / المصطَحَب:ومن ذلك كون النبوة نورا إلهيا ،محتده الصفة (أحد)ومعرفة كنه ذلك وحقيقته هو ما طُلسم عن المخلوقات(ماعرفني حقيقة غير ربي) ..فهذا من مظاهر سره الجامع صلى الله عليه وسلم ..حيثما كانت التجليات الإلهية إلا والنبوة حاضرة  شاهدة لوجود كمال استخلافها و قيوميتها على العالمين الذين ستصلهم تلك التجليات، فهي تجليات عظيمة،متشاجرة بتشاجر الأسماء ،تجليات لاحصرلها ولا تقييد، فكان لابد لسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون حاضرا بحقيقته النبوية…هذا من أسرار إصطحاب النبوة مع الاسم الجامع الله ومع باقي الأسماء الصفات الإلهية التي تفصح عن عظيم قدره صلى الله عليه وسلم .. الإصطحاب،علاوة على المعنى اللغوي لمعنى الرفقة ،له ايضا هذا المعنى حتى في جانب العرفاني: قال المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في آخرما قال(اللَّهم الرفيق الأعلى).واحسب جُمل هذا الكلام النبوي العظيم تجد عدده  66×10. بساط الألوهية المخصوص للنبوة حيث بساط الإصطحاب (الله=66) مُرافقا للعدد 10 الدال على الكمال…وهو نفس العدد = 132 الدال على الميم المحمدي المدغم الباطن (محممد) مضروبا في العدد 5 على عدد كهوف هذا الاسم الشريف (محممد) باعتبار تلك الميم الباطنة…

دالا بك عليك ..                                                         الدالّ هو المساعد على معرفة من يستحق الدلالة عليه..الدال هو المرشد الذي يقود من يتبعه ليوصله إلى حيث القصد :معرفة الله ..الدال هي النبوة القائمة مقام الارشاد للكون وأهله ليسلك على يد النبوة طريق عبادة الله فهو صلى الله عليه وسلم (الدال على الحق المعبود،فهدى الخلائق ،واظهر الحقائق،ونفى الشرك والجحود ورفع الحجب والقيود،عن بصر وبصيرة أهل الشهود) ..

ومن مستلزمات هاته الدلالة إرساله صلى الله عليه وسلم رحمةً..رحمةٌ إلهية هو عينُها (وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّارَحۡمَة لِّلۡعَـٰلَمِینَ) : فالدلالة على الله التي قامت بها النبوة هي بالله كانت ،لان الرسول الدال هو من الله كان (رَسُول مِّنَ ٱللَّهِ یَتۡلُوا۟ صُحُفا مُّطَهَّرَة) وهوالرسالة والرسول في آن واحد(قد جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُور وَكِتَـٰب مُّبِین) لذلك : فهو المختص بمقام الدلالة والإرشاد والإنباء : لأن النبوة هو موصوف بها فهو محمد والرسالة/القرآن هي صفته فهو أحمد صلى الله عليه وسلم ..النبوة و الرسالة له ذاتية صلى الله عليه وسلم ولغيره من بازيخ الوحي عليهم السلام بالجعل فكانت أمانة ونيابة عنه في كل عصر ومصر ..  

وحجابا أعظما قائما لك بين يديك  …الحجابية وصف للنبوة وهو يفيد البرزخية أيضا فسيدنا ونبينا ومولانا محمدا رسول الله، أفضل الخلائق في العوالم كلها منذ زمن بعيد، البرزخ الذي أعده الله للنزول الإجمالي والتفصيلي لتستمد كل العوالم من برزخيته وشاهد ذلك من القرآن(وبينهما حجاب}{مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ)..أي بحر الربوبية وبحر المربوبية، بين الحق والخلق   ..

ترجم القرءان بأحدية هويته،ورصع اياته بأسرار نبوته  

النبوة سَمِعت مِن الحق سبحانه مباشرة .. من مكان لامكان،وزمن لازمان، وهوالذي عبّرعنه القرءان المجيد بالطواسين فهو بساط مخصوص له صلى الله عليه وسلم، فيترجم القرءان في باطنه صلى الله عليه وسلم ويخرج كتابا، فقال تعالى{طسم، تلك ءايات الكتاب المبين،طس،تلك ءايات القرءان وكتاب مبين، طسم، تلك ءايات الكتاب المبين، نتلوا عليك}… ليس هناك مترجم عن الله تعالى غيرسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله،بهاته الترجمة التي أظهرت مقتضيات القرءان الكريم،وقد تكفلت بكل لغات الكائنات، فأوجد الموجودات على وفق مقتضاه {ما فرطنا في الكتاب من شيء، ثم إلى ربهم يحشرون} …لأن نورالنبوة ونورالفيضة القرآنية برقا من بساط الأحدية ولولا ذلك لما كانت الترجمة متاحة..والترجمة ترجمتان:

الترجمة الأولى،ظهر مقتضاها الإجمالي وعنون عن ذلك بالكتاب،فظهر فيه بعض أسماء الآدميين وهوقوله تعالى” واذكر في الكتاب إبراهيم..واذكر في الكتاب مريم …”وكل ما هو مذكور في الكتاب من كل الكائنات الكونية (الجبال،الشجر،العنكبوت، الحجر…) ماعُرفت هذه الأسماء إلا بعد الترجمة الأولى المعنون عنها بالكتاب.(فكلام الله الأزلي منزه عن ذكرالعنكبوت ،والبعوضة والخيل والحمير والإنسان…) قال تعالى”ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر” كلمة الزبورفي هذه الآية تعني الترجمة الأولى التي أظهرت مقتضيات القرءان . أما الترجمة الثانية فكانت بلسان كل رسول﴿الر تلك آيات الكتاب وقرءان مبـين﴾) الحجر(.﴿طس تلك آيات القرءان وكتاب مبين﴾)النمل(.قدم الكتاب وعرفه واخر القرءان ، وفي النمل قدم القرءان وعرفة ونكر الكتاب واخره،والواو في الايتين تقتضي المغايرة.وهذا يعني أن ترجمته لم تخرجه عن كونه كلام الله ،وقرءان الله ،وكتاب الله، لأن الذي جاء به نور الله.فحقيقة القرءان هي هي .

– كلمة “قرءان” كلها ثابتة الألف إلا في سورة يوسف وسورة الزخرف، اشارة الى هذه الترجمة النبوية “إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ نًا عَرَبِیا “.” إِنَّا جَعَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ نًا عَرَبِیا” بالجعل :(إِنَّا جَعَلۡنَـٰهُ)فلم يكن عربيا إنما جُعل عربيا..  

ورصّع آياته بأسرار نبوته:القرءان الكريم اما مدح للنبي او تنويه به وتعظيم لقدره او رفع الحرج عنه وتنزيهه كي لا يعبد من دون الله او اخبار له

اما تلميحا او تسريحا ،ظاهرا او باطنا وراء الرسم القرءاني والضمائر القرءانية والكلمة القرءانة، بل حتى الحرف القرءاني. ..لذلك  حين يقف العارف على آية تفيد الاقدمية او السرمدية اوالمراقبة الكونية اوغيرها من النعوت الأحمدية في وصف المحمدية ،يكون قد ترقّى لدرجة كشفت له النبوة فيها عن قطرة من بحر عظمتها كي يزداد لها تعظيما ويستهلك فيها تعلقا…وهذا الكشف هو من مظاهر الوقوف على رشحات من تلك الأسرار المُرَصّعة…

لبس حلل الأسماء الإلهية   

 هذا هو نفسه معنى الإصطحاب الذي أشرنا له آنفا،حيث لبست النبوة حلل الاسماء الالهية واصبحت قادرة على التخفيف من جلالها “وما ارسلناك الا رحمة للعالمين” .

وخُصّ بالأولية في مقام العبدية   

  قال تعالى “قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَـٰنِ وَلَد فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَـٰبِدِینَ” فهو صلى الله عليه وسلم اول مخلوق ،ولا يعقل ان اول مخلوق غافل عن الله ولا يعبد الله، وبالتالي فهو اول العابدين اذ الاصطحاب مع الفيضة القرءانية والاسماء الالهية خول له هذه الخصيصة ،وان يكون اول المسلمين و(قُلۡ إِنَّ صَلَاتِی وَنُسُكِی وَمَحۡیَایَ وَمَمَاتِی لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِین لَا الم لَهُۥۖ وَبِذَ ٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ) و(قُلۡ إِنِّیۤ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصا لَّهُ ٱلدِّینَ وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ  ..

كما تجدر الاشارة ان الاصطحاب بالاسم “الاول” اعطاه خاصية الاولية

القائم لك بك بين يديك،حسب ما هو مسطر في بساط الرحمانية  النبوة قائمة بين يدي الحق اصطحابا بكل الأسماء والصفات قياما بالخلافة الكلية عنه سبحانه في الكون كله..قائما لله وبالله .. تحلى صلى الله عليه وسلم بكل أسماء وصفات الحق سبحانه فكان خليفة مُطْلَقا عن الله سبحانه في كونه معطيا وقاسما للعطاء الإلهي حسب ما تَمَّ تسطيره في بساط الرحمانية ،وفي هذا البساط ترجم القرآن فظهر في الكون مقتضاه ،فبساط الرحمانية هو بساط الحكم .

فالقرءان دستور الكون والقائم على هذا الدستور كي يسير الكون وفق مراد الله هو النبوة المحمدية ” فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين” ولا يقول ارتقب للغائب ،وللترويح جمل (هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُ).. يساوي  13×19.. فحياة النبوة وقيوميتها صفة ذاتية لها والصفة لاتفارق الموصوف.

يسّرْتَ كلامك القديم بلسانه العربي المبين القرءان كلام الله قديم واللغة العربية محدثة،وكلام الله تعالى هو كلام مطلسَم لاطاقة للمخلوقات في معرفته،لأنه لامجانسة بين الحق تعالى وبين الخلق.. فالقرءان ليس اصله اللغة العربية..بل تُرجم من طرف نبوة مولانا رسول الله  صلى الله عليه وسلم لكي يصير كلاما مقروءا مُتعبدا بتلاوته والشاهد الاية (فَإِنَّمَا یَسَّرۡنَـٰهُ بِلِسَانِكَ)،لأن النبوة من نورالله،والقرءان من الله (قَدۡ جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُوروَكِتَـٰب مُّبِین)..النورنورالنبوة هو الأحق والأوحد في ترجمة وبيان وتيسيرهذا الكتاب الذي هو كلام الله تعالى …..      

فالحمد لله على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بضعته الزهراء البتول سيدة نساء العالمين .الفقير الى عفو ربه ابن الهاشمي

949 : عدد الزوار