تنبيهات على علو مرتبة النبوة المحمدية( التنبيه13)

تنبيهات على علو مرتبة النبوة المحمدية( التنبيه13)

التنبيه الثالث  عشر:

اعلم ايها المحب لهذا النبي الكريم الباحث عن تفاصيل جمل قدره العظيم.ان الإيمان هو سيدنا محمد  .     

اعلم يا ولي أن كل حقيقة مهما دقت لابد ان تستمد وجودها من حقيقة أرقى منها الى أن نصل الى حقيقة ضرورية (أي بديهية) لاتحتاج الى برهان وإلا لظل الباحث يطلب البرهان الى ما لانهاية. فافهم.                                           فلابد أن ننتهي الى حقيقة ما تكون سماء الوجود  يستمد منها كل موجود كينونته.

فإن قلت أفلا تكون الذات الالهية؟ إذا كان الجواب بنعم هذا يعني أن الذات الالهية علة للوجود والمعلول تابع لعلته ملازم لها،وهذا ينفي عنها الغنى المطلق.ويجعل المخلوقات تحتاج إليها وتحتاج إليهم، فيا ترى الى من يستند الكون وممن يستمد ؟ فلابد لهذا الوسيط البرزخي الذي يكون ممدا للخلائق ان تكون له وجهة الى الخالق أي الى بساط الالوهية ووجهة الى المخلوقات  أي الى الخلقية.

 فيستمد ويُمد ،

الوجهة الحقية هي التي عبرعنها كتاب الله الكريم”قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين” الكتاب المبين لا أحد يشك أنه القرءان الكريم ،والنورهو حقيقة سيدنا محمد الذي اشار إليها صلى الله عليه وسلم بقوله “اول ما خلق الله نور نبيك ياجابر”وقوله “كنت نبيا وادم منجدل في طينته”. ” قال تعالى : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي بـــــه الله” ولم يقل يهدي بـــهــما. فهي عملة واحدة لها وجهتان.والوجهة الخلقية ،قال له تعالى ” قل انما انا بشر مثلكم “..” يأكل الطعام ويمشي في الاسواق”، استخلفه الحق سبحانه وتعالى على الخليقة لغنى الله المطلق،فخلق لهم بشرا من جنسهم واسطة بينه وبينهم اذ لا طاقة لهم على التلقي المباشر من الجناب الالهي الاقدس ودون حائل وملطف للتجليات الالهية حتى الجمالية منها .فأنابه الحق تعالى منابه قال “إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله “وقال صلى الله عليه وسلم “من رأني فقد رىى الحق”. وألبسه حلل الخلافة قبل القبل وأخذ له الميثاق في بطنان الازل ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ” لعظمة وساطة هذا الخليفة اخذ له الميثاق وكان الله تعالى شاهدا على هذا الميثاق، والانبياء شهداء على اممهم،والامة الاسلامية شاهدة على  كل الامم” ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونواشهداء على الناس”فهو الخليفة وعلى علم بأمور الخليقة ولا يذكر الله الا وذكر معه   الخليفة: فقرن طاعته بطاعته،ومبايعته بمبايعته،ومحبته بمحبته والاستجابة له بالاستجابة له ووو… وما ارى ربك الا يسارع في هواك” كما ورد عن الصديقة امنا عائشة رضي الله عنها . لأن هواه هو ما جاء به القضاء والقدر وهو مقتضى الارادة الالهية.                                                               يقول الامام الجيلي : …أن مولانا رسول الله نسبة بين الله تعالى وبين الكون بأكمله ولولم يكن موجودا ما كان شئ من الموجودات يعرف ربه ، بل لم يكن العالم موجودا ، لأن الله تعالى ما أوجد العالم إلا لمعرفته فأوجد النسبة أولا ثم أوجدهم من تلك النسبة ليعرفوه بها. انتهى                        وكانت ومازالت حقيقة هذا الوسيط البرزخي النوراني الجمعي الكلي مجهولة “ماعرفني حقيقة غير ربي” اذ، نوره بزغ من الاحدية، صفة إلهية سحقية محقية لا تقبل لا التجلي ولا الغيرية ،بإجماع جميع العارفين المحققين، فأصاب الذهل الاذواق وكثرت التسميات على الاوراق (وكثرة الاسماء دليل على شرف المسمى)،فهي وَجْهُ اللَّهِ الْمَشْهُودِ لِأَصْحَابِ وَحْدَةِ الشُّهُودِ.الْمُكَنَّى بِالْخَمْرِ،وَالشُّرْبِ، وَالْكَأْسِ، وَالنَّارِ، وَالنُّورِ، وَالشَّمْسِ، وَالْبَرْقِ، وَنَسِيمِ الصِّبَا،وَمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، وَالوُجُودِ السَّارِي،وَمِرْآةِ الْكَوْنِ، وَمَرْكَزِ الدَّائِرَةِ،وَنُورِالْأَنْوَارِ،وَالظِّلِّ الْأَوَّلِ، وَالْحَيَاةِ السَّارِيَّةِ فِي كُلِّ مَوْجُودٍ،وَحَضْرَةِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ،وَالدُّرَّةِ الْبَيْضَاءِ،وَرُوحِ الْأَرْوَاحِ، وَالسِّرَاجِ الَّذِي إِتَّقَدَتْ مِنهُ جَمِيعُ السُّرُجُ،وَالْحَقُّ الْمَخْلُوقُ بِهِ كُلُّ شَئٍ. وحقيقة الحقائق .وَالسِّرَاجِ الَّذِي إِتَّقَدَتْ مِنهُ جَمِيعُ السُّرُجُ،وَالْحَقُّ الْمَخْلُوقُ بِهِ كُلُّ شَئٍ. فَهُوَأَصْلٌ لِجَمِيعِ الْمَوْجُودَاتِ مِنْ حَيْثُ حَقِيقَتِهِ لاَمِنْ حَيْثُ صُورَتِهِ، ظَهَرَ بِالصُّورَةِ وَبَطُنَ بِالسُورَةِ.فَهُورَبُّ لِلْعَالَمِ أَيْ مُرَبِّيِهِ وَسَيِّدُهِ، وَعَبْدٌ للهِ. وَلِلَّهِ الْغِنَى الْمُطْلَقُ،خَلَقَ الْخَلْقَ لِلْخَلْقِ لَا لَهُ.وانتبه نور الله قلبي وقلبك وضاعف في هذا النبي  الكريم حبي وحبك.واعرف قدر نبيك ولاتكن من الجاهلين. 

محمد بن المبارك

1٬270 : عدد الزوار