شرح الصلاة 22

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّد،مَنْ بِهِ اِفْتُتِحَتِ الرِّسَالاَتُأَنَا أَوْلُ الأَنْبِيَاءَ فِي الخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي البَعْثِوَبِهِ اِخْتُتِمَتْ،فَهُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ. أَمَّ النَّبِئيينَ إِشَارَةٌ ظَاهِرَةٌ إِلَى اِنْفِرَادِهِ بِالكَمَالَاتِ لِمَوْضِعِ الإِمَامِ مِنْ الْمَأْمُومِ.وَفِي المِعْرَاجِ فَاقَ سَائِرَ المَقَامَاتِ، فَتَمَيَّزَتْ مَرْتَبَتُهُ عَنِ المَلَائِكَةِ لَوْ زِدْتُ شِبْراً لَاحْتَرَقَتُوَظَهَرَتْ مَكَانَتَهُ عَلَى الخَلَائِقِ،إِذْ عُرِجَ بِهِ إِلَى﴿قَـــــابَ قَـــوسَينِ أَوأَدنَىٰ﴾وَرُفِعَتِ الْمُنَاسَبَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ حَقِيقَتِهِ﴿مَّاكَـانَ مُحَمَّدٌ أَبَـا أَحَـدٍ مِّن رِّجَـالِكُم﴾وَفَصَلَ بَيْنَهُ وبَيْنَنَا بِصِفَتَيْنِ﴿وَلَٰكِن رَّسُـولَ ٱللَّهِ وَخَاتَـمَ ٱلنَّبئِيِّنَ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
قلت في الصلاة السابقة ان سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم كان نبيا قبل القبل ،فالرسالات به افتتحت وبه اختتمت لأنه اصطحب مع الاسمين (الأول والأخر)فكانت له الاولية والاخرية،واصطحب كذلك مع الاسمين(الظاهر والباطن)فكانت شرائع السابقين من برزخية وساطته،وعلوم الاولياء اللاحقين من مدده،وكذا جميع العلوم الدنيوية.فهو صلى الله عليه أولهم وأعظمهم وأكرمهم وسيدهم.

صلى بهم في الاسراء ولا يخفى على كل لبيب فضل الامام على الماموم ،وكانت الهيمنة لصفته الاحمدية “هذا ذكر من معي وذكر من قبلي”.”وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم” .

في المعراج كان صلى الله عليه وسلم سماء الجميع إنس وجن وملائكة اجمعين،وتجاوز سدرة المنتهى الى حيث لا أين ولا زمان ولا مكان ،الى [المعاد] الى “قاب قوسين او ادنى” لأنه نورإلهي ،فما بعد سدرة المنتهى موطن وجهته الحقية لهذا “مازاغ البصر وما طغى”فلا مناسبة ولا مجانسة بيننا وبين هذه الوجهة الاحدية النورانية الحقانية،صاحبة الميثاق الازلي بحضور شاهد رباني،اما من حيث وجهته الخلقية فهوبشرمثلنا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ابن امرأة (رضي الله عنها) من قريش كانت تأكل القديد.

قال تعالى”ماكان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبئين”فحقيقةً لا مناسبة بيننا وبينه،وهو ليس أبا لاحد .أما شريعة ،قال تعالى “النبي أولى بالمومنين من انفسهم وازواجه امهاتهم”فمن كانت ازواجه أمهات للمومنين فهو أب لهم.فنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الايات الكبرى،و أكبر اليقينيات الكونية العظمى ،تمد كل الحضرات وواسطة كل العطاءات. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.محمد بن المبارك

299 : عدد الزوار