شرح الصلاة 23

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّــــدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي كَثُرَ حَمْدُ الخَلْقِ لَهُ فَسُمِّيَ مُحَمَّداً.وَكَانَ أَوَّلَ الحَامِدِينَ فَسُمِّيَ أَحْمَداً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدٌوَاتَّصَفَ بِصِفَتَيْنِ،نُبُوَّةٌ وَرِسَالَةٌ.مُحَمَّدِيَّةٌ وَأَحْمَدِيَّةٌ.فَقَامَ بِهِ وَصْفُ المُحَمَّدِيَّةِ حُكْماً وَعَيْناً،قَبْلَ أَنْ يَقُومَ بِهِ وَصْفُ الأَحْمَدِيَّةِ ،فَكَانَ مُحَمَّداً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَحْمَدا﴿بِمَـا أَوحَـينَا إِلَيـكَ هَٰذَا ٱلقُرءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِۦ﴾﴿وَمُبَشِّرَا بِرَسُول يَأتِي مِن بَعدِي ٱسمُهُۥٓ أَحْـمَـدُ﴾﴿مُّـحَمَّدٌ رَّسُـولُ ٱللَّهِ﴾وَالأَحْمَدِيَّةُ تَكَفَّلَتْ بِتَفَاصِيلِ الأَقْوَالِ﴿إِنَّهُۥ لَقَولُ رَسُول كَرِيم﴾وَالْمُحَمَّدِيَّةُ تَكَفَّلَتْ بِتَفَاصِيلِ الأَفْعَالِ ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلكُفَّارَ وَٱلمُنَٰفِقِينَ وَٱغلُظ عَلَيهِم﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
محمد في اللغة هو الذي يُحمد حمدا بعد حمد.لأن الصيغة تقتضي التكرار فهو اسم مطابق لذاته صلى الله عليه وسلم ،لأن معناه أن ذاته محمودة على ألسنة الخلائق،من حيث أوصافه،وأخلاقه،وأعماله،وأحواله،وعلومه،وأحكامه.فهو محمود في السماء وفي الارض.فهو خير من حَمد،وأفضل من حُمد،هو صاحب المقام المحمود،ولواء الحمد بيده معقود صلى الله عليه وسلم.اسمه صلى الله عليه وسلم خال من حروف العلة لأنه اقترن باسم الجلالة الذي ليس به حرف علة في التوحيد . أما اسمه أحمد فهو من أحمد الحامدين،لربه،إذلو اجتمع حمد الأنبياء والرسل، والملائكة، والانس،والجن،وجميع الخلائق لفاقهم في الحمد والمحامد، كما انه يفيد انه صلى الله عليه وسلم أحمد من حمده الحق سبحانه،فالقرءان كله مدح له إما بالتصريح أوالتلويح،أو الكنايات،أوالإشارات. يقول الإمام ابن قيم الجوزية في جلاء الأفهام :محمد،هوالمحمود ،حمدا بعد حمد ،فهو دال على كثرة الحامدين له،وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه. وأحمد أفعل تفضيل من الحمد يدل على أن الحمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه غيره،فمحمد زيادة حمد في الكيمية، وأحمد زيادة في الكيفية.انتهى .

ولله در القائل:

مدحتك آيات الكتاب فماعسى*يثني على علياك نظم مديحي

وإذا كتاب الله أثنى مفصحا*كان القصور قصارى كل فصيح

فاسمه محمد يفيد مبالغة في المحمودية،واسمه أحمد يفيد مبالغة في الحامدية.

قال تعالى﴿وَمُبَشِّرَا بِرَسُول يَأتِي مِن بَعدِي ٱسمُهُۥٓ أَحْـمَـدُ﴾وسمَّى الرسول بأحمد،وقال تعالى﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُـولُ ٱللَّهِ﴾وقدم المحمدية على الرسالة ولم يقل تعالى رسول الله محمد. وورد في الحديث :”اخذ الله قبضة من نوره فقال لها كوني محمدا”فالقبضة النبوية هي المعبر عنها بالمحمدية،وهي “أول العابدين”.اسمان محمد احمد،وصفتان محمدية وأحمدية،نبوة ورسالة. ورد في الحديث:”رحمتي سبقت غضبي”فهو صلى الله عليه وسلم رحمة إلاهية (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)فاتصفت النقطة النورانية بالاولية في البروز من الاحدية.قال تعالى﴿بِمَا أَوحَينَا إِلَيـكَ هَٰذَا ٱلقُرءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِۦ﴾ونسب اليه هذه القبلية الازلية حيث لا زمان ولا مكان ولا أين ولا آن. فالكل به منوط ،ظاهرا : فبسط وكسر اسم محمد يساوي 354 عدد أيام السنة القمرية والتي بها التشريع الإسلامى.فالمحمدية تكلفت بتفاصيل الأفعال ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلكُفَّارَ وَٱلمُنَٰفِقِينَ وَٱغلُظ عَلَيهِم﴾و الاحمدية تكلفت بتفاصيل الاقوال﴿إِنَّهُۥ لَقَولُ رَسُول كَرِيم﴾. أما باطنا فعدد حروفه خمسة باعتبار الميم المدغمة(محممد) الباطنة التي تشير الى حقيقته صلى الله عليه وسلم،والتي خصت بالإصطحاب مع اسم الجلالة : الله+ م = اللهم ،وخصت بالوساطة في التجليات. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

308 : عدد الزوار