شرح الصلاة 33 من خبيئة الاسرار

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ،الَّذِي نُبُوَّتُهُ جَمَالٌ، وَمِنْ مُقْتَضَاهَا اللُّطْفُ فِي كَوْنِ اللَّهِ. وَأُمِّيَّتُةُ حَدٌّ لِلْمَقَامَاتِ الْمُتَدَفِّقَةِ مِنْ بَحْر فَضْل اللَّهِ.أَمَّا الرِّسَالَةُ فَجَلَاَلٌ وَجَمَالٌ، وَالْكَوْنُ كَلُّهُ مِنْ مُقْتَضَاهَا﴿مَّا فَرَّطنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيء﴾فَالنُّبُوَّةُ المُحَمَّدِيَّةُ طَرَفٌ، وَاقِيٌّ،مُلَطِّفٌ لِلتَّجَلِّيَّاتِ الإِلَهِيَّةِ،رَحْمَةٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ الكَوْنِيَّةِ.إِذْ وَراءَ كُلِّ تَجَلٍ مَرْتَبَةٌ مُحَمَّدِيَّةٌ بَاطِنَةٌ،بُطُونَ الأَلِفِ فِي الحُرُوفِ،وَالوَاحِدِ فِي الأَعْدَادِ. وَهُوَ دَالٌ عَلَى الْغِنَى الْمُطْلَقِ لِلَّهِ،وَهُوَظُهُورُمُقْتَضَى الإِسْمِ،أَوِالْآيَةِ القُرْءَانِيَّةِ ،وَلَيْسَ حُلُولُ الأُلُوهِيَّةِ فِي المَظَاهِرِ الوُجُودِيَّةِ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. النبوة المحمدية خلقت رحمة للكون الالهي قال تعالى( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)للعالمين أي للملائكة والانس والجن والمخلوقات اجمعين. هي اول مخلوق برزمن الصفة الاحدية ،وهي الرحمة التي سبقت الغضب “رحمتي سبقت غضبي ” الحديث. ومن بين ادوارها ومهامها ،اضفاء اللطف على التجليات الالهية سواء كانت جمالية او جلالية. اما الصفة الامية هي سدرة منتهى جميع المقامات ونهاية سير الكائنات ،كلها ، لا يتعداها احد مهما بلغ مقامه، نبيا كان،او رسولا،او ملكا(ى وما منا الا وله مقام معلوم) ” لو زدت شبرا لاحترقت”هي الحد المحدود . و إن كان حسب مشربنا الالف في اسم الجلالة “الله” يشير الى الاحدية ،واللام الاولى الى الاحمدية، والثانية الى المحمدية ،فالهاء تشير الى الامية أما عند سيدي محمد الكتاني الهاء تشير الى الهوية الالهية . اما الرسالة أي القرءان فجمعت اياته بين الجلال والجمال، والكون كله من مقتضى ايات القرءان (مافرطنا في الكتاب من شيء) فكل ما يدخل تحت دائرة الشيئية ،فهو من مقتضى القرءان، ولا شئ في الوجود لا يدخل في خانة هذه الدائرة ،ففي كل تجل إلهي اسم إلهي ،وحضرة محمدية تضفي اللطف عليه حتى المقتضى الجمالي لولا المحمدية لاهلك العباد (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الاض)(فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) واصحاب وحدة الشهود يشاهدون حضور هذه الوجهة الحقية للنبوة المحمدية ،ومن هنا قال المرسي “لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين’ وقال شيخنا محمد الكتاني” ما عددت نفسي من حصى الرمل” . وبما ان الذات الالهية غنية عن العالمين فلا حضور لها في التجليات فلا تدركها الاشارة ولا تصلها العبارة (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) فالتجلي الالهي يدل على الغنى المطلق لله. قال صاحب الحكم العطائية : وصولك إليه وصولك إلى العلم به ،وإلا فَجَلَّ ربنا أن يتصل به شئ أو يتصل هو بشئ انتهى…

فجاهد تشاهد ،ولا تنكر وتعاند ،ولا تكن في هذه اعمى وفي الاخرة اعمى واضل سبيلا. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

287 : عدد الزوار