مقتطفات من المواقف الروحية

إعلم أن الله تعالى إذا أراد من العبد النظر بالبصر الظاهر إلى ظاهر الشيء، المأمور بالنظر إليه،قال “أنظُر إلى كذا“،فعَدّى النظر ب(إلى) لأن البصر الظاهر لا يُدرك إلا ظواهر الأشياء،أجسامها وسُطوحها وألوانها،لا غير،فلا نفوذ إلى بواطن الأشياء.. قال تعالى:(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت)،(أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم)..

كما أنه تعالى إذا أراد النظر إلى بواطن الأشياء وملكوتها،قال: “أنظر في كذا“،فعَدّى النظر ب(الفاء)،كما قال تعالى: (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء). أراد النظر إلى بواطن السماوات والأرض،وباطن كل مخلوق من الأشياء، وملكوت كل شيء باطنه..

العوالم ثلاثة: (عالم المُلك) وهو عالم الشهادة المُدرك بالأبصار الظاهرة،ظاهر لظاهر. و(عالم الملكوت) وهو باطن المُلك،وهو المُدرك بالبصائر الباطنة،باطن لباطن. و(عالم الجبروت) وهو عالم الأسماء المُتحكّم في المُلك والملكوت،وهو المُدرك بالعقول.. 

 فمن أدرك ببصره جسماً مُتحركاً،مثلاً،طلب مُشاهدة مُحرّكه ببصيرته، وإدراك المُؤثّر في المُحرك والمُتحرّك بعقله..

ذ رشيد موعشي

303 : عدد الزوار