فريق في الجنة وفريق في السعير

“فريق في الجنة وفريق في السعير”

 وصف الحق تعالى نفسه بالرضى والغضب،ففي الوجود ما يرضاه الله وما لايرضاه،ومن هنا انقسمت الأسماء الإلهية الى جمالية وجلالية،وظهرت الجنة والنار،وقال جل شأنه”فريق في الجنة وفريق في السعير“فكل مايوصل الى رضا الله هوجمالي،وكل ما يكون من غضب الله هو جلالي،فرضا الله السابق هوالذي جعل هذا يعمل بعمل أهل الجنة، وغضبه السابق،هو الذي أكب أهل الضلال في الهلاك.فصفات الله لايغيرها العبد،ولاتؤثرعليه أفعالنا(تعالى عن ذلك علوا كبيرا)قال أبو بكر الواسطي:لا أعبد ربا ترضيه طاعتي،وتسخطه معصيتي.

فالقضاء والقدر سر من أسرارالله في المخلوقات    قال مولانا رسول الله :اعملوا فكل ميسرلما خلق له.قال تعالى:ولَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(هود) يقول ابن عربي:”إلا من رحم ربك“هم أهل الجمع الذين عرفوه في الإختلاف في التجلي فلم ينكروه .انتهى.  قيل لأبي سعيد الخراز، بماعرفت الله قال:بجمعه بين الاضداد،ثم تلا“هو الاول والاخروالظاهروالباطن” فظهورالحق عين بطونه،وبطونه عين ظهوره،من حيثية واحدة أنه واحد من جميع الوجوه.وقد اشارابن عربي لهذا الاختلاف في ابيات مطلعها:

لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ

وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ .. وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن

أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني”

 وأصحاب المذهب التيمي ظنوا أن رفيقنا يقول بوحدة الأديان انما هو يشير الى وحدة التجليات الالهية. 

أبيات للترويح وهي لسابق البربري :

سبق القضاء بكل ما هو كائن♣والله يا هذا لرزقك ضامن

أولم ترالدنيا ومصدرأهلها ♣ضنك وموردها كريه آجن

       المرء يوطنها ويعلم أنه♣عنها إلى وطن سواها ظاعن

ياساكن الدنيا أتعمرمسكنا ♣ لم يبق فيه مع المنية ساكن

فلقد رأيت معاشرا وعهدتهم  ♣ومضوا وأنت معاين ماعاينوا

1٬344 : عدد الزوار