وقفات مع الشيخ علي قره باش

وقفات مع الشيخ علي قرة باش:

يقول :  الإنسان الكامل ،هو طلسم الأشياء الذي جمع الأسماء الإلهية ، وهو بالنسبة للعالم كالروح في البدن.اهـــ.

قلت: ما من شئ شئ ، الا ويستند في وجوده الى اسم من الاسماء الالهيه منها مدده ،وسِرُّ بقائه ،فحيثما كانت الاسماء الالهية كانت مصطحبة مع مرتبة من مراتب النبوة المحمدية ،وهذا هو الوجه الذي اشارت اليه الاية القرءانية ” فأينما تولوا فثم وجه الله”وهذا هو ظهور مرتبة الالوهية في الاشياء، اشار اليه ابن عربي بقوله “هو الظاهر في المظاهر” ظاهر بأسمائه وصفاته .

 قال الشيخ “طلسم الاشياء” لأن حقيقته غير مشهودة للناظر بل خواص الخواص لمن فتح الله عين بصيرته، هي مجهولة وستبقى مجهولة، عند العوالم كلها بما فيهم الملائكة وهم القائلون “لو أنّ عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله المخلصين ” والأولون هم مراتب الحقيقة المحمدية ،منها العقل الأول والقلم الأعلى.فأقروا  بعدم معرفتهم بها. قال صلى الله عليه وسلم :”ما عرفني حقيقة غير ربي ” .فالروح الكلية روح العالم ،والنفس الكلية جسد العالم،والعالم ظل للحقيقة المحمدية ،وعلى عدد الأنوار تظهر الظلال،وعلى عدد المرايا تظهر الصور، فالأنوار لامتناهية وبالتالي الظلال لامتناهية وهو قول العارف الشيخ الكتاني “المتأحد في عين الكثرة والمتكثر في عين الوحدة” وحذار من القول بوحدة الوجود الفلسفية ،فأمثال الدباغ  صاحب الابريز والشيخ ابو يعزى البربري الأمي، ربما حتى كلمة فلسفة لم يكونا على علم بها .                                                                                        فلا تنفش غنمك في حرث القوم ليلا ،وتهمل فيه نهارا.

ترجمة الشيخ/ على قره باش رضى الله عنه

  فى لسان الترك قره: أسود, وباش: الرأس, فيكون أسود الرأس,  ولد رضى الله عنه سنة 1020هـ فى شهر محرم الحرام، بمدينة عرب كيرى, وهى بلد فى شرق الأناضول بتركيا، أخذ عن الشيخ إسماعيل الجرومى ،وقال عنه  الشيخ مصطفى البكرى رضى الله عنه فى الألفية:

وخَيْرُهُم طَريقَنًا العَلِّيَة   *****  مَنْ قَدْ دُعُوا بالْقَرابَاشِيَّة

وتسمى طريقته بالقرباشية .

 بلغ من مجاهداته ورياضاته  الشئ الكبير حتى يضرب به المثل في مجاهدة نفسه وقهرها، وكان وعظه شديد الوقع والتأثير في النفوس حتى أنه ما بقى أحد لم ينخرط فى البكاء من الذين يحضرون دروسه ووعظه،وفى هذه الدروس كان أهل الحال يصيحون ويسقطون مغشيًا عليهم،وكثيرًا ما تكررت هذه الأحوال، ولم يكن قدس الله سره يكتم الحقائق الربانية وأسرار المعاني السبحانية بل كان يمنحها لأربابها.

وقد ألف  عدة كتب منها  :     

شرح الفصوص وهو أجل مؤلفاته

 كاشف أسرار الفصوص

  شرح القصيدة العشقية للشيخ الأكبر

  معيار الطريق   

رسالة الطريق

  رسالة الأصول الأربعة    

رسالة في جواز الدوران في الذكر

  رسالة التغيير وأساس الدين      

تفسير سورة طه  

عاش الشيخ من العمر 77 عامًا، وبعد الذهاب إلى الحج والرجوع منه مات على بعد ثلاث منازل من القاهرة فى يوم الجمعة 8 من صفر عام 1097هـ، وهو مدفون فى قلعة (نخل) بالقرب من ضريح الشيخ محمد الغزاوى, ويقع حاليًا فى سيناء الوسطى فى أماكن القوات المسلحة المصرية.

  وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه

ابن المبارك

1٬428 : عدد الزوار