سيدي علي بن يحيى السغروشني (بولمان


يعتبر سيدي علي بن يحيى بن الله السغروشني من أشهر أحفاد مولاي علي بن عمرو دفين تامسلمت أو غزوان، المشهور بذي القبرين، بوقبرين كما تنطق باللسان الأمازيغي، إذ كانت لهذا القطب الإدريسي العمراني السغروشني مكانة سامقة بين أبناء آيت سغروشن في كل مناحي وجودهم الجغرافي، وهي المنزلة التي جعلت من مكان مدفنه سبب صراع بين قبيلتي تامسلمت وغزوان، وذلك بعد أن توفاه الله وهو في طريق عودته من زيارة قبر جده الأعلى بفاس، حيث مات بمنطقة المريجات عام 857 هجرية، الموافق لسنة 1454 ميلادية. ودون الدخول في تفاصيل سيرة هذا الولي الشهير والذائع الكرامات حسب معتقد قبيلة آيت سغروشن، فإن القصد هو الحديث عن مشجر أحد أحفاده، أعني الشيخ سبدي علي بن يحيى بن عبد الله السغروشني، فهو علي بن يحيى بن عبد الله بن يوسف بن عثمان بن سليمان بن عبد الله بن علي بن عمرو، وقد ذكر في بعض المصادر أن سيدي علي بن يحيى عاش أواخر القرن العاشرالهجري، وله روضة مشهورة بالمرس بجبل تشوكت إقليم بولمان. وزاويته مشهورة هناك إلى يومنا هذا، ويكفي أن نذكر في شأنها أنها زاوية معلومة بكونها محج القبائل والسلاطين، وتعرف بين قبائل آيت سغروشن بزاوية ثمانية عشر ضامن، وتستقبل كل زائر وعابر سبيل، كما تؤوي اليتامى والمساكين والمتخلى عنهم وطلبة العلم العلم الشرعي والراغبين في حفظ كتاب الله تعالى، وهذا شأن ودأب أغلب زوايا قبائل آيت سغروشن، ونظيرتها على سبيل المثال لا الحصر في هذا الدور التربوي والعلمي والاجتماعي نجد زاوية آل عبد الرحمن بتالسينت، وهي زاوية من تأسيس ورعاية وتدبير أحفاد مولاي علي بن عمرو، وتمويلها يأتي من قبائل آيت سغروشن بتالسينت، وقس على هذا، وبالرجوع إلى زاوية سيدي علي بن يحيى العمراني السغروشني بالمرس فإنها ظلت تنتقل في تدبير أمورها بين أبنائه وأحفاده إلى يومنا هذا، ومن أشهر مقدميها الساهرين على شؤونها والقاصدين إليها تربية أو تعلما أو استفادة من خدماتها الاجتماعية نشير إلى سيدي أحمد بن امحمد بن علي بن يحيى، ذلك المدعو في زمانه بصاحب الزاوية لشهرته ومكانته المتميزة بين القبائل، ولا تزال هذه الزاوية السغروشنية تحت إشراف أحفاد سيدي علي بن يحيى السغروشني، ويتولى المسؤولية عنها في هذه الحقبة أحد أحفاد مؤسسها المعروف باسم سيدي عبد القادر بن سعيد بن أحمد، ولا تزال الزاوية قبلة لكل من يريد زيارتها بمقرها الكائن تحديدا بدوار تاغزوت آيت مولاي سعيد بجماعة المرس إقليم بولمان، وموسمها ينعقد عادة في أوائل شهر شتنبر من كل سنة منذ أمد بعيد.

منقول من النايت

1٬535 : عدد الزوار