اشارات في اصداف عبارات


بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ” وما من دابة في الارض ولاطائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا في الكتاب من شئ “.فكما نحن البشر أمم ،كذلك يطلق اسم الامة،على كل دابة وطائر يطير بجناحيه .فما من شئ في الوجود إلا وهو أمة من الامم ،والامثال يشتركون في صفات تجمعهم كالبشرية ،والسبعية ،والنباتية|،والجمادية…وانفرد الخالق ب “ليس كمثله شئ ” .
وفي حقيقة الامر الكل ناطق والكل متميز عن غيره فما في الوجود شئ له مثل لكل فرد موجود وحدانية تخصه للوسع الالهي ، ولعدم التكرار في الوجود، الكل متميز عن غيره بحقيقة هو عليها .
ولهذا فالعارف لا يتعدى كشفه في العلوم الالهية ما يعطيه كتاب الله وسنة نبيه .
قال الجنيد : علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.وقال آخر : كل فتح لايشهد له الكتاب والسنة فليس بشئ .
فلا يفتح للولي قط إلا في الفهم في كتاب الله قال تعالى “ما فرطنا في الكتاب من شئ ” والشئ من أنكر النكرات. فلا يخرج علم الولي جملة وتفصيلا عن الكتاب والسنة فافهم .فمن جاء بشئ لا دليل له من الكتاب والسنة فليس بعلم .
يقول الجيلي (الانسان الكامل): “إن كل ما أورده مؤيد بالكتاب والسنة ومن لاح له غير ذلك فليعلم أن ذلك من حيث مفهومه لامن حيث مرادي..انتهى
فالولي لا يأتي أبدا بتشريع ولكن سن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسن . قال مولانا رسول الله :من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ” ,إلى يوم القيامة ، يوم يظهر فيه، كذلك إدعاء من سن سنة سيئة فله وزرها ،ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .وصلى الله على سيدنا محمد

ابن المبارك

941 : عدد الزوار