مولاي عبد السلام بن مشيش

مولاي عبد السلام بن مشيش


بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا حول مولاي عبد السلام بن مشيش  

هو سيدي عبد السلام بن مشيش، بالميم وقيل بالباء،ابن بشيش، ينتهي نسبه إلى سيدي إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المُثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم . 

ولد سنة 559هـ ببني عروس قرب العرائش بمسافة 71 كلم، كان يعمل في فلاحة الأرض ،تزوّج من ابنة عمه يونس وأنجب منها أربعة ذكور هم: محمد وأحمد وعلي وعبد الصمد وبنتا سماها فاطمة. كان عالما زاهدا ، لاينحرف عن جادة الشريعة قيد شعرة جمع الله له الشرفين الطيني والديني  .

           حفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر، وشيخه في القراءة هو سيدي سْلِيم دفين قبيلة بني يوسف. ثم أخذ الفقه على مذهب الإمام مالك عن العلامة الحاج أحمد الملقب أقطران، وأما شيخه في التربية والسلوك فهو عبد الرحمن المديني المعروف بالزيات.وأقام فى السياحة متعبدا، وطالبا للعلم ،ستة عشرة سنة كاملة. 

            هوعارف من العيار الثقيل،جمع بين العلوم النقلية والعقلية بين الشريعة والحقيقة ،حاز على علوم لدنيَّة ومعارف الرَّبانية،سرى سرُّه فى الآفاق،ظاهرا وباطنا، فقد كان عند الشيخ الواسطي العراقي على معرفة به دون سابق لقاء.مع كونه لم يتطلَّع إلى شهرة ولا زعامة،ولا الى حبِّ الرِّياسة. تجرَّد للعبادة وفرَّ بنفسه عمَّا فيه الناس من الفتن الى خلوة بجبل العلم الدي يصل إرتفاعه الى 1368 متر فوق سطح البحر.قال تلميذه أبو الحسن الشاذلى: سمعته يقول: اللهم إن أقواما سألوك أن تسخِّر لهم قلوب خلقك، اللهم إني أسألك إعراضَهم عنى، حتى لا يكون لى ملجأٌ إلا إليك.ويكفي دلالة عليه تلميذه الوحيد القطب الشاذلي الذي تخرج من مشربه أقطاب وأغواث وأختام..والكثير من الزرق الصوفية المنتشرة في العالم مشربها شاذلي. 

   كان رضي الله عنه يقول: الفرائض معلومة والمعاصى مشهورة، فكن للفرائض حافظا، وللمعاصى رافضا. واحفظ قلبك من إرادة الدنيا، وإيتاء الشهوات، واقنع من ذلك كلِّه، بما قسم الله لك.

  ويقول أيضا: الزم بابًا واحدًا تُفتح لك الأبواب،واخضع لسيِّد واحد (وهو الله) تخضع لك الرقاب، وخف من الله خوفًا تأمن به من كلِّ شئ.

ومن وصاياه لسيدى أبى الحسن الشاذلىِّ: لا تَنْقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله، ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبًا من معصية الله، ولا تجالس إلا من تستعين به فى طاعة الله، ولا تصْطَفِ لنفسك إلا من تزداد منه يقينًا بالله.                     

          ومما أوصاه به: لا تصحب من يؤثر نفسه عليك فإنه لئيم، ولا من تؤثر نفسك عليه، فإنه قلَّ ما يدوم الود، واصحب من إذا ذُكِر، ذُكِرَ الله.  وكان رضي الله عنه يقول: تعالى- الله- عن الحدوث، وعن الأماكن والجهات، وعن الصحبة والقرب بالمسافة، كان الله ولا شىء معه، وهو الآن على ما عليه كان.

 توفي رحمه الله سنة  – 626 هـ  عن عمر يناهز 67  سنة ،ودفن  بجبل العلم ، وضريحه من أعظم مزارات المغرب. ويقال أن مقامه فى المغرب كمقام الشافعى بمصر.                                                                              وكان سبب شهادته أن  أبي الطواجين الكُتَامِيّ الذي كان يتعاطى للشعودة والسحر و ادعى النبوة وتبعه على ضلالته كثير من العوام، فسول له الشيطان أنه لا يتم أمر ه،ولا يعلو شأنه  ـفي تلك الناحية إلا بقتل الشيخ،فقتله. رحمه الله تعالى ،وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

1٬288 : عدد الزوار