شرح جوهرة الاسرار

 شرح صلاة “جوهرة الأسرار” للعارف بالله الشيخ

 أحمد الرفاعي رضي الله عنه

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نُورِكَ الأَسْبَقِ وَصِرَاطِكَ الْمُحَقَّقِ.الَّذِي أَبْرَزْتَهُ رَحْمَةً شَامِلَةً لِوُجُودِكَ. وَأَكْرَمْتَهُ بِشُهُودِكَ.وَاصْطَفَيِتَهُ لِنُبُوَّتِكَ وَرِسَالَتِكَ وَأَرْسَلْتَهُ بَشِيراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً .نُقْطَةِ مَرْكَزِ الْبَاءِ الدَّائِرَةِ الأَوَّلِيَّةِ. وَسِرِّ أَسْرَارِ الأَلِفِ الْقُطْبَانِيَّةِ.الَّذِي فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ الوُجُودِ. وَخَصَّصَتْهُ بِأَشْرَفِ الْمَقَامَاتِ بِمَوَاهِبِ الإِمْتِنَانِ وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ.وَأَقْسَمْتَ بِحَيَاتِهِ فِي كِتَابِكَ الْمَشْهُودِ.لأَهْلِ الْكَشْفِ وَالشُّهُودِ. فَهُوَ سِرُّكَ الْقَدِيمُ السَّارِي.وَمَاءُ جَوْهَرِ الْجَوْهَرِيَّةِ الْجَارِي. الَّذِي أَحْيَيْتَ بِهِ الْمَوْجُودَاتِ.مِنْ مَعْدِنٍ وَحَيَوَانٍ وَنَبَاتٍ. قَلْبِ الْقُلُوبِ وَرُوحِ الأَرْوَاحِ وَإِعْلاَمِ الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَاتِ. الْقَلَمِ الأَعْلَى وَالْعَرْشِ الْمُحِيطِ رُوحِ جَسَدِ الْكَوِنَيْنِ. وَبَرْزَخِ الْبَحْرَيْنِ.وَثَانِي اثْنَيْنِ.وَفَخْرِ الْكَوِنَيْنِ.أَبِي الْقَاسِمِ أَبِي الطَّيِّبِ سَيِّدْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً بِقَدْرِ عَظَمَةَ ذَاتِكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ .

ذكرها الشيخ النبهاني في كتابه “سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين”. فقال: نقل هذه الصلاة سيدي الولي الشهير الشيخ عز الدين أحمد الصياد الرفاعي في كتابه (المعارف المحمدية والوظائف الأحمدية)ونسبها إلى قطب الزمان وبحر العرفان سيدنا أبي العلمين أحمد الرفاعي قدس الله سره ونفعنا ببركاته. فقال: ومن أوراده الشرعية هذه الصلاة و إسمها “جوهرة الأسرار”وهي مجربة ومعروفة بين أهل الكمال من السادات الرفاعية ،والمداومة عليها من أحسن الوسائل لنيل المعالي،ومعاني الأسرار الخفية،من جانب الحضرة النبوية.اهـــ.

بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله الذي أخرج الوجود من العدم ،وأناطه بالأسماء الإلهية،وسَطَّر الحُكم في بساط الرحمانية،وخلق حبيبه سيدنا محمدا نورا من صفة الأحدية،وألبسه حلل الفيضة القرءانية،وبعثه خليفة على كل الدوائرالملكية والملكوتية،مراقبا لكل الخبايا والخفايا الوجودية ،وصلى عليه وملائكته،وأمرالمؤمنين بالصلاة عليه والسلام.وأشهد أن لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له، لايحده المكان ولايقله الزمان،المتصف بالغنى المطلق، فخلق لنا ذاتا هي الحقيقة المحمدية،فقامت الأسماء والصفات بها،فالعلم بالله جهل،والعجزعن الإدراك إدراك،والله أكبر أن يعرفه غيره،والذات الإلهية،وراء كل ذلك،لامعبودة ولامشهودة،ولا تدرك بمفهوم عبارة، ولاتفهم بمعلوم إشارة . وأصلي وأسلم على سيدنا ومولانا محمد  العبد  الحقاني، الملـثم ببراقع العبدية،والمتستر بأوصاف البشرية، الناطق بالوحي،هيولى الإجمال والتفصيل،نبيي،ورسولي،مراقب الدوائر الكونية،أحدي الذات،واحدي الصفات،المخصوص بالمحبوبية الكبرى،والخلافة العظمى، وبقاب قوسين أوأدنى،مرشد برازيخ الوحي،في مهد القدم،رحمة للعالمين،ومقسم النعم ،وصحبه وسلم.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ

“اللهم”أي يا ألله،حذفت ياء التذلل والإنكسار،وعوضتها الميم في اخر اسم الجلالة “اللهم”،والميم في كلام العرب تشيرالى التفخيم، والتعظيم،فنقول: سيادتكم، وحضرتكم، وجلالتكم.وهي كذلك من علامات الجمع،فنقول(أنت) للواحد، و(أنتم) للجمع.ففي هذه الميم جُمعت جميع الأسماء الإلهية، فاستحقت بذلك الخلافة الكلية.هي الميم المحمدية المدغمة في اسم (محممد).وإتصالها باسم الجلالة، يقتضي أن القرءان نزل دفعة واحدة، منه إليه، بدون وساطة، ويعني كذلك أن الطلبات والعطاءات الإلهية،كلها تمرعبر بساط الإصطحاب (بساط اسم الجلالة “الله”) والمصطحب معه(النبوة المحمدية) فهو صلى الله عليه برزخ بين الرب والمربوب،ومن خاصية البرزخ أن لاينزل شئ إلا عليه،حسيا كان أو معنويا،ولا يصعد شئ إلا منه. قال صلى الله عليه وسلم “الله المعطي وإنما أنا قاسم” ومن قسم لك فقد أعطاك .وهذه الوساطة دنيا و آخرة،قال تعالى “دعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين“.فالتسبيح”سبحانك” تنزيه لله،ولا يصح حتى في الجنة، إلا وراء الإمام الأعظم،لإتصال الميم ،من محمد باسم الجلالة الله “اللهم”.                                                       “اللهم صل”هي طلب منا للحق سبحانه،أن يصلي على هذا البرزخ النوراني العظيم .أما نحن فعاجزون عن معرفة هذا البساط “ماعرفني حقيقة غير ربي” وصلاة الله عليه هي مدحه،والثناء عليه بالنعوت القرءانية،إما تلميحا،أو تصريحا،وما دام يمدح إلا والرحمة تتنزل على الكون وأهله. كما أن الصلاة عليه تضفي الرحمة واللطف على جلال التجليات الإلهية.والكون مفتقرإليها،فلولاها لاضمحل من حينه من هيبة الله”وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلَّارَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ” ومن المعلوم عند المحققين أن التجليات الإلهية في ترق دائم ،والحقيقة المحمدية في ترق دائم(ترق ذاتي،أي تترقى في مراتبها). وبالتالي فالكون كذلك في ترق دائم،بمعنى أن الموجودات حسية أو معنوية،ظاهرة أوباطنة،في النمو والتكاثر،بما لم يكن في الصدر الأول،وبالتالي فالكون الإلهي، لا يمكث،لحظتين متتاليتين على تجل واحد،إذ لو كان الأمر كذلك،لما صح افتقاره إلى الله تعالى،وهو مفتقر إليه. فالتجليات الإلهية هي غذاؤه،ولولاها لأصبح في طي العدم،وهي التي تظهر المقتضيات الكونية،وهذايتطلب وساطة حقيقته المحمدية لذا وردت “إن الله وملائكته يصلون” بالمضارع الذي يفيد التجدد والإستمرارية.فعندما نصلي ونسلم عليه،بصلاة نعتية،فنحن نُفَعِّل التجليات وبالتالي ظهورالمقتضيات،ويكون لنا نصيب من  الخلافة.لذا قيل الغوث محل نظر الله من العالم ،لأنه يتغزل في النبوة المحمدية ،بنعوت جديدة مسايرة لتجليات عصره، كما قال ابن مشيش رضي الله عنه”صلا ة تليق بك منك إليه “.   

  أما السلام :فمن أسماء الله السلام،ولم يرد في القرءان أنه تعالى يسلم على النبي. وسلم : أي نسال الله السلامة،واللطف في هذه التجليات، فالجمال لانستطيع مكافحته لولا وساطته “وَلَوْبَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّايَشَاءُ”والرزق حسي أومعنوي،ظاهر أوباطن “وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ” والتجليات الإلهية منها ماهو جمالي تقبله طباعنا،ومنهاماهو جلالي لا يلائم طباعنا.لأن الأسماء الإلهية منها ما هو جمالي محض، أوجلالي محض.ومنها ماهو جمالي وجلالي في نفس الوقت

  قال تعالى “يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماًعَلَى إِبْرَاهِيمَ“فلو لم يأمرها الحق تعالى بالسلامة، لأهلك بردها سيدنا ابراهيم عليه السلام. قال الله تعالى”إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ“.هل الحق تعالى وملائكته يصلون على غائب؟ على حقيقة غيرموجودة ؟وهل أمر الحق تعالى  المومنين،بالصلاة على حقيقة معدومة الوجود،مفقودة الشهود، لا،لا… بل هي حقيقة حاضرة وللكون ناظرة، فالنبوة صفة ،لابد للموصوف بها أن يكون موجودا.ولابد لها من مقتضى في الكون الإلهي. قال تعالى” وما أرسلناك إلارحمة للعالمين“والرحمة كذلك صفة لابد من وجود الموصوف بها،ولابد من وجود مقتضاها،ووجود المرحومين. كما أن من أُرْسل رحمة للعالمين يقتضي أن يكون أفضل العالمين،وقبل العالمين، ومربي العالمين،وشاهدا على العالمين“يأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداًوَمُبَشِّراً وَنَذِيراً” قال صلى الله عليه وسلم “كنت نبيا وآدم منجدل في طينته”. كنت وما زلت ،فحضوره لازم، وإلا فليس بشاهد.   وإذا عرضنا هذا التحقيق على حساب الجمل .”اللهم” تساوي = 66 (أي اسم الجلالة) + ( الميم المدغمة  40) = 106= وهذا العدد هو كذلك53 +53 (أحمد أي الرسالة) يعني  أن كل المقتضيات القرءانية مرتوقة في هذا الطلسم النبوي العظيم، والإمدادات تُعطى على حسب الإرادة الإلهية،والتقديرات الأولية، وعلى حسب ما يستحقه كل زمان “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”وهي كذلك 92(محمد)+14 (وهاب) أي أن كل العطاءات من بحر اسمه الوهاب،ومن مقتضى القرءان.فلا شئ يخرج عن دائرة القرءان”مافرطنا في الكتاب من شئ“والكل منوط بوساطة النبوة ،والكون وما فيه هبة من دائرة اسمه تعالى الوهاب، والله غني عن عبادتنا،وغني حتى عن اسمائه، اذ كماله سبحانه وتعالى ذاتي له،لا يحتاج الى صفة اضافية لإظهاره،  أمابسطا وكسرا أي باعتبار”جرنعد “اسم (محمد) يساوي 354،وهو عدد أيام السنة القمرية،التي التشريع بها.فتدبرهذه الإشارة إلى الوجهة الحقية لمولانا رسول الله، وتأمل وساطته الظاهرة، والباطنة في كل شئ.فهو صلى الله عليه وسلم “رَسُولٌ مِّنَ اللهِ” قبل ظهور هيكله الشريف،و”رسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ“عند نزول جبريل بالوحي .      فطلبنا” اللهم صل وسلم” يظهر المقتضيات الكونية،ويسيِّر الكون وفق الإرادة الالهية،ولايتعطل سير الكائنات.ولهذا أمرنا الحق سبحانه وتعالى، بالصلاة على نبينا،وأوجب الصلاة عليه على كل الدوائر العلوية والسفلية، لسرالخلافة التي كلفنا بها،ففي كل صلاة نَعْتِيَّةٍ نبايعه ،ونكون من المقربين منه،ومن الموقِنِين بحقيقته،و المصدقين بكل ما جاء به . فكل صلاة نعتية راقية تتغزل في حقيقته المحمدية،بالأحمدية،وتكشف النقاب عن مراتب الوجود الأولية ، خصوصا الصفة الاحدية ،تدفع بالإختراعات،والإبتكارت العلمية الى التطور،وتسيربالتكنولوجية الى التقدم،وبالأذواق والنفحات العرفانية الى السمو،وبمقامات اهل الله إلى العلو،فالقطب ختم كل زمان يكون متفوقا،على من سبقه في العلوم اللدنية ،وفي القرب من مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.                                                                “وبارك“: أما البركة فالحقيقة المحمدية، كانت في مقام الوحدة فبورك فيها فتكثرت. قال الشيخ الكتاني رحمه الله في صلاة المتردي” المتأحد في عين الكثرة والمتكثر في عين الوحدة…” فتعددت صورها، وَاسْتَحَالَتْ معرفَتها،وعلى عدد الأنوارتظهر الظلال،وعلى عدد المرايا تظهرالصُّوَّرُ.وهو واحد من حيث ذاته متكثر من حيث ظلاله،وصور تجلياته،فَتَاهَ العارفون بينها وبين مظاهر تجلياتها “وَلَوْنُ المَاءِ لَوْنُ إِنَائِهِ”،فهو الظاهر،وَإِنْ تَسَتَّرَ بالْعناصركُلِّيَّات وجزْئِيَّات.ومازالت البركة مستمرة حتى تظهر كل المقتضيات القرءانية.

نُورِكَ الأَسْبَقِ

 قال تعالى”لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين” والواو تقتضي المغايرة، فالكتاب هوالقرءان،والنورالمذكور هو نور النبوة المحمدية. قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم”أول ما خلق  الله نورنبيك ياجابر” فهذا النور المحمدي هو الأسبق،وهو أول عابد لله ” قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين“أي كُنت ولم يكن معي غيري،إذ لو كان لله ولد لكنت أعرفه،فأنا أول العابدين وأول مخلوق. وللنبوة السبقية في الظهور(وأقول في الظهور)حتى على القرءان،قال تعالى “نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله“،فتدبّر قوله تعالى (وإن كنت من قبله)،وليس في القرءآن وقف واجب .وقوله صلى الله عليه وسلم “كنت نبيا وءادم منجدل في طينته” والنبي مأخوذ من النّبأ وهو الخبر، أي كان مُخبراً عن الله تعالى بدون وسائط. فحقيقة النبوة كانت موجودة قبل القبل،والقرءآن ظهر ببعثته صلى الله عليه وسلم. يقول سيدنا صلى الله عليه وسلمإني لست كهيئتكم”وهذا الخطاب عام في الذات، والصفات،والأفعال،والأحوال ،لأنه أحدي الذات، واحدي الصفات.فمن تمام كونه ليس كهيئتنا،أن ليس له كثافة بشرية،ليس له ظل،وكان يرى من خلف كما من أمام،يرى بالضوء كما بالظلام،ولا يترك أثرا في الرمل ويتركه على الصخر،تنام عيناه ولاينام قلبهإني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين.

وَصِرَاطِكَ الْمُحَقَّقِ

قال تعالى “وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ“وقال تعالى“وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّامُبَشِّراًوَ نَذِيرٗا وَقُرۡءَانٗا”فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو صراط الله المستقيم،أُرسل مبشرا ونذيرا وقرءانا يمشي، وهو بالتالى صراط الله المحقق،و برزخ نوراني عظيم أسبق، أخرج الوجود من ظلمة العدم   وَعَرَّفَ الخلائق بالخالق “وَإِن مِّن شَيءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ” ” كُلّ قَد عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسبِيحَهُۥ” “ولِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ”فلولاه ما أَدْركَ البصر، ولا البصيرة شيئاً.والخلائق لضُعْفهم الذَّاتي “وخُلق الانسان ضعيفا“لاَيَصِلُونَ إِلَى كمال  محبة الله،وطاعته. فجاءت الرسالَة بشراً من جنسهم واسطة بين حضرتين يتعذرتواصلهما لإنعدام المجانسة والمناسبة، فبلغت الطرف الخلقي، أَنْباءَ الطرف الحقي،فأقام طاعته مقام طاعته” مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدأَطَاعَ ٱللَّهَ” وأقام مبايعتَه ،مقام مبايعَتِه،” إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ”وأنابه منابه” فَأَجِرهُ حَتَّىٰ يَسمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ”وأقام محبته مقام محبته”قُل إِنْ كُنتُم تُـحِبُّـونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ ٱللَّهُ” وقرن التَّوْحيد بإسْمه *لاَإِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُول اللَّهِ*”وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي“ونسب له الغنى”وَمانَقَمُواْ إِلَّا أَن أَغـنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥمِن فَضلِهِ” ولم يقل من فضلهما.والإِستجابة “ٱستَجِيبُواْلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُـم﴾ولم يقل إذا دعوكما، ونسب له القضاء” ثُمَّ  لَا يَجـدُواْفِي أَنفـسِهِم حَرَج مِّمَّا قـضَيتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسلِيم” والقَضاءُ تقْرِير، ولا يُقَرِّر إِلامن بِيده مفاتح الأَسماء الإِلَهِيَّة. والرِّضَى” وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ“ولم يقل يرضوهما.فلا يقع بصر إلا عليه ،ولاينتهي قاصد الا إليه “مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآى الحَقَّ”. ولا يقوم مقام الحق إلا الحق.  

و أَبْرَزْتَهُ رَحْمَةً شَامِلَةً لِوُجُودِكَ ،وَأَكْرَمْتَهُ بِشُهُودِكَ.

قال تعالى”وماأرسلناك إلارحمة للعالمين”رحمة عامة شامِلَة، لِلخَلاَئق مُلكِيَّة وملَكُوتِيَّة،وَسرُّ الخطاب يفِيد الإِسْتمرارية،وَالمربوطَةُ تَاؤُهَا تُفِيد العموميةَ أما المطلوقة تاؤها(رحمت) فتفيد الخصوصة وَب “إِلاَّ” الحَصْرِيَّة،أي أرسلناك (ولم نرسل غيرك،فحين خلقناك لم يكن معك غيرك )حاجزا بين الكون وصدمات التجليات الإلَهيَّة. واسِطَة في كل العطاءات الربَّانِيَّة.فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هو الرحمة المهداة للعالمين،فلا يمر تجل من التجليات الإلهية، الا وبصحبته حضرة من حضرات النبوة المحمدية، ليكون اللطف في الكون الإلهي،حتى الجمال لو تجلى به الحق على الكون دون وساطته لأهلكه.  

   وأكرمته بشهودك : أي شهود صرافة أحديتك،وحقيقة وحدانيتك، وعظمة سلطانك،وسعة تجلياتك .قال صلى الله عليه وسلم:” لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك “.

وَاصْطَفَيِتَهُ لِنُبُوَّتِكَ وَرِسَالَتِكَ وَأَرْسَلْتَهُ بَشِيراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً.

اصطفاه الله تعالى لنبوته،فهوالخليفة الكلي على الكون الإلهي،وباقي الأنبياء نوابه وسدنة أعتابه وأوصياؤه.فتلا من منبر أحمديته “هَٰذَا ذِكرُ مَن مَّعِيَ وَذِكـرُ مَن قَبلِي”.“هَٰذَا نَذِير مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُولَىٰ”.رسالاتهم جزئية مقيدة،متناهية الحكم،ورسالة سيدنا رسول الله صفة له. قال تعالى“شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ “. فالنبوة ذاتية له صلى الله عليه وسلم ،ولغيره عرضية، وحي له،ووصية لأولي العزم من الرسل، لنوح وابراهيم وموسى وعيسى،عليهم  السلام ،وغيرهم  كلهم تحت حكمه  *آدَمُ وَمَنْ سِوَاهُ تَحْتَ لِوَائِي”. ولله در القائل:

كل النبيين والرسل الكرام أتوا = نيابة عنه في تبليغ دعواه.  فهو الرسول إلى كل الخلائق فـي=كل العصور ونابت عنه أفواه.                    ومن مظاهر هذا الاصطفاء ان الحق تعالى خاطبه في القرءان بصفاته الذاتية”يا ايها النبي””يا ايها الرسول””ياايها المدثر” “يا ايها المزمل“ولا يخفى عليك ما في المخاطبة بالصفة من رفع المقام والتنويه بالمخاطب .وأَمرنا بمُناداته بصفاته “لَّا تَجعَلُواْ دُعَاءَ ٱلرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاءِ بَعضِكُم بَعْضًا“وخاطب غيره من الأنبياء بالإسم العلم” يا ادم “يانوح”يا ابراهيم”ياعيسى” ياموسى“… .فهو البشير،والنذير قبل ظهور الجسم الشريف”هذا نَذِيرمِّنَ ٱلنُّذُرِٱلأُولَىٰ”باسم الاشارة الذي يقتضي الحضور،و قال تعالى“قل إنما أنا النذير المبين” وأداة “إنما”تقتضي الحصر فهو النذير بالأصالة،وغيره بالتبعيةوالإستخلاف وهذه في القرءان الوحيدة المعرفة لأنها وردت في حق النبي المعروف، المُعَرَّف،المُعَرِّف،والمبين تعني الظاهر،فإن ما زلت لاترى الا فقير قريش ويتيمها،فاستيقظ من نومتك،وقم من غفلتك قبل فوت الآوان وحلول يوم “أنا لها” “أنا سيد ولد ءادم ولا فخر”.هذا تذكيرلك   قال تعالى “و ذكر فإن الذكرى تنفع المومنين”و ان كنت حقا من المومنين.فستنتفع بهذا التذكير .

وداعيا الى الله بإذنه:الحق تعالى اصطفاه،ونصبه مراقبا على الكون الإلهي، وكل شئ بإذن الله” ألا له الخلق والأمر“فسيدنا محمد،عبد من عباد الله،لا يتصرف الا بإذن الله .قال تعالى“وإنك لعلى خلق عظيم”والله عظيم،و العظيم،لايعظم الاعظيما،وقال صلى الله عليه وسلم:” ادبني ربي فأحسن تأديبي “،فكل حركاته وسكناته بأمر الله “وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” وكما قالت الصديقة أمناعائشة رضي الله عنها” كان خلقه القرءان” ،كان قرءانا يمشي، فهو والقرءان من صفة واحدة : الصفة الأحدية الصرفة ،القرءان كلام الله،ومحمد صلى الله عليه وسلم نور الله. 

قال الله تعالى”ياأيها النبي إناأرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً”:فكما لا تَصح الحياة بدون شمس ولا قمر، كذلك حقيقته هي سراج الكون ومَدده ،هي المُمدّة للوجود، يستمد منها كل موجود،هي مصباح دائم النور،يَسْتَمد من الحق، ويُنير الخلق،ولا ينقص منه شيئاً،ولذلك قال تعالى “سراجاً مُنيراً” وقال عند ذكرالشمس والقمرتَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا “فالشمس سراج ،وللقمر الإنارة، وجمع له صلى الله عليه وسلم بين الوصفين”وسراجا منيرا” ووصفه بالإرسال”انا ارسلناك“بينما الشمس والقمر بالجعل “وجعل فيها“.

نُقْطَةِ مَرْكَزِ الْبَاءِ الدَّائِرَةِ الأَوَّلِيَّةِ.  

الباء هي ثاني الحروف الأبجدية ،وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،هو ثاني موجود بعد الألوهية ،والباء كسرا تساوي 2 وبسطا وكسرا تساوي 13عدد كسر الصفة أحد،أحد= 13 وهذا يعنى أن سر الأحدية يكمن في الباء،لهذا كل السور القرءانية افتتحت بالباء، والأحدية هي أول مرتبة وجودية ،وما وراءها الا الغيب المطمطم الخاص بالله ،ولا كلام لنا عن الذات الإلهية “تفكروا في ءالاء الله ولا تتفكروا في ذات الله” وبعد الأحدية تناسلت باقي الدوائر الكونية كدائرة الألوهية، والرحمانية والواحدية……

وَسِرِّ أَسْرَارِ الأَلِفِ الْقُطْبَانِيَّةِ.

أشار ألف اسم الجلالة “الله” الى كونه فاتحا ومقدما لأن مخرجه مبدأ الحروف،و جمَّـله يساوي 1،والعدد واحد هو لبرج الحوت ،وبرج الحوت مائي “وجعلنا من الماء كل شئ حي” فما في الوجود إلا حي، فسر الحياة ،سار في جميع الموجودات،والواحد سار في جميع الأعداد وكذلك الألف سار في جميع الحروف ،إنما لم يظهر الواحد بصورته في الأعداد ،وكذلك الألف في الحروف ،وظهرا بمعناهما إذ لولا معناهما لم يوجد لهؤلاء عين ،فالعشرة هي واحد تكرر 10مرات ،فظهر الواحد بمعناه لا بصورته،وكل الحروف في باطنها الألف. وعندما خاطب الحق الأرواح بقوله﴿ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ كانت الألف ظاهرة في أول الخطاب،فلها الأولية ، وجوابهم ﴿ بـــلى﴾ بدايتها الباء.فتأمل. وأجمع كبار المحققين أمثال الشيخ الاكبر،والجيلي، والكتاني، رحمهم الله تعالى ،أن الألف في اسم الجلالة “الله” يشير  الى الأحدية، وبهذا فهو قطب جميع الحروف.    

وقال “سر أسرار”فمحتِد نورالنبوة هوالأحدية ،وكما أن الألف سارٍ في باطنية كل الحروف ،كذلك النور المحمدي سار في ذرات الوجود، هو وجه الله المشهود “فأينما تولوا فثم وجه الله” في الملك المشهود وفي الملكوت الذي عن الناظر مفقود، فهو سرالأسرار،وحقيقة الحقائق الكلية.

الَّذِي فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ الوُجُودِ.

الوجود كان مرتوقا بنبوته لذا قال بعض العارفين ،أن الحقيقة المحمدية هي الوحدة،وفي عين هذه الوحدة بُورِكَ وَتَكَثَّرَ.وقال آخرون أن النبوة جمعت بين الوحدة والإتحاد.واصطحاب نبوته بالرسالة فتق الوجود ،ومَيَّز العابد من المعبود،فظهر تَفصِيلُ ما كان مُنْدَرِجاً في حقيقته،اِنْدِرَاجَ النخلة في النَّوَاة ففي حقيقة النَّوَاة هناك نخلة . قال تعالى “الرحمن علم القرءان خلق الإنسان”لمن علم القرءان قبل خلق الانسان؟؟وهذا الفتق تدريجي،واستمراري على مرور الأزمنة حتى قيام الساعة. فالكائنات تخرج من العدم ،من وجود علمي إلى وجود عيني،وهي مشهودة لله في حال عدمها، اذ لا يخفى عليه تعالى شيءمنها، لذا خاطبها وسمعت خطابه ‘إنما قولنا إذا أردنا شيئا أن نقول له كن فيكون“وسماه شيئا قبل وجوده وخاطبه “كن “وسمع وامتثل ،”فيكون”.

وَخَصَّصَتْهُ بِأَشْرَفِ الْمَقَامَاتِ بِمَوَاهِبِ الإِمْتِنَانِ

وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ.

وكيف لا وهو نور الله،ورحمته،وله الأسبقية على الوجود “رحمتي سبقت غضبي”،ومن له السبقية فله الأفضلية ” قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين” وزيد نبيا قال تعالى “ياأيها النبي إنا أرسلناك“ولم يقل يا محمد إنا أرسلناك فالصفة النبوية ثابتة له، ملازمة لذاته منذ ولادته “بل حتى في أصلاب الساجدين”،فرسالته القرءان،ونبوته سلطان،وهيكله الشريف برهان،وأميته سدرة منتهى الأنبياء،وحد محدود لأهل المعرفة والعرفان،.مِن سراج أحمديته اِقْتَبَسُوا،ومن فَيْضِ نبوته اِسْتَمَدُّوا ” يَٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغ مَاأُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ“(رِسَالاتِهِ قراءة ثانية بالجمع) فشرائعهم فرع عن شرعه ” لِكُلّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَة وَمِنهَاجا” بحكمِ الميثَاق المأْخوذ في عالَم الشَّأْنِيَّةِ “وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَامَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ”  الذي يقتضي وجود حقيقته المحمدية، مدد لأهل  الخصوصية ،وزادُ البشرِيَّة،هي الكَأْس والماء،هي  المعانِي والأَوانِي. أما أولياء الأمة المحمدية، فكل حسب مقامه ذائق ،وبتجليات عصره ناطق ،هم شعْرةٌ في جسده الشّريف،وَمَوْجَةٌ في بحر حقيقتِه المُنِيف .نبوته برْزَخ لَه وجْهَتان،وجهة حقية ،ووجهة خلقية.صفات لا متناهية ومراتب لامحدودة ،ومن هنا ظهراختلاف الواصفين ،وَخِيفُ العارِفِين .  فهو صاحب  الوسيلة العظمى،والشفاعة الكبرى.صلى بجميع الأنبياء والرسل في الإسراء،بجسمه الشريف المولود من أم وأب، وهم أرواح لطيفة فهو رسول الإجمال والتفصيل.المستور ظاهرا بوساطة جبريل، الذي رقي الى ما لم يصل اليه الروح الأمين،ورآى ما لم ير الكليم، وتنزلت علومه لآدم فأعجز الملائكة اجمعين،فمقامه عظيم وفي القرءان عنه ما يشفي الغليل.لكن آوِنَةً يلْتَحف برداء الكبرياء*لِي وَقْتٌ لاَ يَسَعُنِي فِيهِ غير رَبِّي*.إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَآوِنَةً برداء العبدِيَّة وَنَوْمَةِ الوادي” قُلْ إِنّمَا أَنَا بَشرٌ مثلَكُمْ“. هو السر الظاهر ،والنور الباطن الباهر،المستور خلف حجب”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ”.العبد الجامع بين الحقية” رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ”والخلقية“رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ” والبرزخ الفاصل بين الحُدوثِ وَالقِدَمِيَّةِ.بين التَقْيِّيدِ وَالإِطْلاَقِيَّة” ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ .تجلَّى فيه الحق فطلبه الخلق،فهو لِأَصحاب الرقائق حقيقة الحقائق.وسيدنا محمد في حقيقة الأمر خارج المقامات به بَانَتِ الرُّتَبُ،وَعُرِفَتِ النِّسَبُ. من مشكاته تُمنح الإِمدادات،وعلى يده تُقَسَّمُ العطاءات.مدينة العلم التي تهب الترقيات وتَرفع الْمقامات.برزخ البحرين،وسدرة منتهى الثقلين ،اِتَّصَفَ بصفتين ،وَبُويِع بيعتين وجمع بين الضِّدَّيْنِ. 

وَأَقْسَمْتَ بِحَيَاتِهِ فِي كِتَابِكَ الْمَشْهُودِ.لأَهْلِ الْكَشْفِ وَالشُّهُودِ

قال تعالى” لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون” أقسم بحياته ولا فائدة من القسم بحياة المعدوم ،الغير موجود ،فهو صلى الله عليه وسلم حاضر وللكون ناظر.حي بحياة الروح الكلية،التي لها السبقية ، ولو سألتك هل إبليس حي؟ لكان جوابك دون تردد نعم ،ومازال يغوي الناس ويضلهم،فإذا كان الشقي حيا، فما بالك بنور الله .أ يكون مات وانتهى أمره ،وهو أول مخلوق ؟. الجسم النبوي الشريف المولود من أم وأب مثلنا تحث تأثير الأسماء الإلهية” قل إنما أنا بشر مثلكم“و مقتضى اسمه تعالى المميت جار عليه” كل نفس ذائقة الموت“فانتقل إلى الرفيق الأعلى،ومقامه الشريف معروف،ونزوره،أما النبوة فمن مقتضى الأحدية،ولا تأثير للأسماء الإلهية عليها ،لا المميت ولاغيره،بل هي طرف في تفاعلهم . وهذه الروح الكلية هي المشهودة لأهل الشهود “فأينما تولوا فثم وجه لله”وما قال لنا تعالى هذا إلا لعلمه السابق أن منا من سيصل إلى مشاهدة هذا الوجه حيثما تولى . ورد في الحديث :ومايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه،فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به…(الحديث) فأهل الشهود يبصرون ببصر الله،ويسمعون بسمع الله . وفي حقيقة الامر وإن كان ظاهره ناسوتي، من مقتضى الأسـماء،فقد تأثر بلطافة الباطن اللاهوتي،وقد أشار بعض العارفين الى هذا، قال : ولطف الأواني في الحقيقة تابع *للطف المعاني والمعاني بها تسمو المعاني هوباطنه اللاهوتي،والاواني ظاهره الناسوتي.ارتسم نورالنبوة الباطن،في الظاهر،من يوم ولادته أي زيد نبيا،وسـمى ذلك بالمتابعة. فالظاهر كذلك لاهوتي. وإلى ذلك أشار مركز دائرة الأنوار بقوله”إني لست كهيئتكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين”(الحديث )”تنام عيناي ولا ينام قلبي”.لم يكن له ظل،يرى من خلف كما يرى من أمام : “إني أراكم من وراء ظهري”)الحديث(ليس له كثافة بشرية،لأنه نورمحض صلى الله عليه وسلم ،ولكي لا يعبد من دون الله،كان يتظاهربمقتضيات البشرية . فالحق تعالى ظاهر في المظاهربأسمائه لابذاته،إِذ الظهور هو المقصود وعليه مبنى الوجود” وَمَاخَلَقتُ ٱلجِنَّ  وٱلإِنسَ إِلَّالِيَعبُدُونِ“.ومراتب النبوة المحمدية ظاهرة في كل شؤون الوجود،حاضرة مع كل تجل،عرف ذلك أهل الشهود،بلاحلول،ولا اتحاد،ولا وحدة وجود. قال صلى الله عليه وسلم “كلكم من آدم، وآدم من تراب”، ولم يقل كلنا من ادم، فالنبوة تُرى على حسبها، لاعلى حسب الرائي ،لأنها تتصف بالإطلاقية. ولهذا اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في وصفه، واختلف العارفون في تحقيقاتهم وتغزلاتهم. قال ابن مشيش للشاذلي :حدد نظر الإيمان ترى الله قبل كل شئ ،ومع كل شئ …” وقال الشيخ المرسي لوغاب عني رسول الله طرفة عين ماعددت نفسي من المسلمين. وقال الشيخ الكتاني ماعددت نفسي من حصى الرمل. فحقيقة النبوة هي الْمُكَنَّى،عليها بِالْخَمْرِ،وَالشُّرْبِ،وَالْكَأْس،وَالنَّار وَالنُّور، وَالشَّمْس، وَالْبَرْق،وَنَسِيم الصِّبَا، وَمَجْمَع الْبَحْرَيْنِ،وَالوُجُود السَّارِي،وَمِرْآة الْكَوْنِ،وَمَرْكَز الدَّائِرَةِ،وَنُور الْأَنْوَارِ،وَالظِّلّ الْأَوَّل،وَالْحَيَاة السَّارِيَّة فِي كُلِّ مَوْجُودٍ، وَحَضْرَة الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ،وَالدُّرَّة الْبَيْضَاء،وَرُوح الْأَرْوَاحِ،وَالسِّرَاج الَّذِي إِتَّقَدَتْ مِنهُ جَمِيعُ السُّرُجُ، وَالْحَقُّ الْمَخْلُوقُ بِهِ كُلُّ شَئٍ. هو صلى الله عليه وسلم أَصلٌ لجميع الْموْجودات من حيث حقيقته ،ومن حيث حضورنبوته مع جميع التجليات، لا من حيث صورته. هي وجه اللَّهِ المشهود لِأَصحاب وحْدَة الشُّهود.         وعلل الأفهام أشد من علل الأجسام ،فافهم.

فَهُوَ سِرُّكَ الْقَدِيمُ السَّارِي.

هو صلى الله عليه وسلم سر قديم،ساري في ذرات الوجود ولو فقد سريانه ذرة من ذرات الوجود لصارت محض عدم ” فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ”سر ساري،سريان الماء في الأشجار،وسريان الألف في الحروف ،وسريان الواحد في الأعداد ،لايُرى إلا لمن كشف الله عنه غطاءه،فأصبح بصره حديد.وسماه “قديم”وسماه غيره من العارفين “التعين الأول”لأن هذا النور برزمن الصفة الأحدية، السحقية،المحقية التي لا تقبل الغيرية،ولا تجل بها بإجماع جميع المحققين .تحلت النبوة بالأسماء والصفات الإلهية،وتقلدت مهام الخلافة الكلية ،واتصلت بالفيضة القرءانية ،وصارت سرا أزليا أبديا ديموميا. وهذا عطاء الله يا أخي “قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء” الكل بمشيئة الله ،والحمد لله أننا من أمته ،وعلى شريعته مصدقين بكل ما جاء به ،وموقنين بحقيقته،ورحم الله تعالى من علمنا مالم نكن نعلم . فانتبه نورالله قلبي وقلبك ،وضاعف في هذا النبي حبي وحبك ،                الى  وعاء ابي هريرة : علم مصون،كهيْئَة المكنون.

وَمَاءُ جَوْهَرِ الْجَوْهَرِيَّةِ الْجَارِي. الَّذِي أَحْيَيْتَ بِهِ الْمَوْجُودَاتِ. مِنْ مَعْدِنٍ وَحَيَوَانٍ وَنَبَاتٍ. قَلْبِ الْقُلُوبِ وَرُوحِ الأَرْوَاحِ وَإِعْلاَمِ الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَاتِ. الْقَلَمِ الأَعْلَى وَالْعَرْشِ الْمُحِيطِ رُوحِ جَسَدِ الْكَوِنَيْنِ. وَبَرْزَخِ الْبَحْرَيْنِ. وَثَانِي اثْنَيْنِ. وَفَخْرِ الْكَوِنَيْنِ

 قال تعالى” وَجَعَلْنَامِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” هل هذا الماء هو السائل المعروف الذي لولاه لاستحالت الحياة.وقال تعالى “جعلنا“، ولم يقل (خلقنا من الماء كل شئ حي) جعل: أي هيئ الشئ المخلوق ليقوم بمهمة ووظيفة ما، كقوله تعالى :” والله جعل لكم الأرض بساطا “أي الارض كانت موجودة، ثم جعلت بساطا ،والشيء أنكر النكرات. وما ثم شيء إلا يسبح بحمد الله،ولا يسبح إلا حي، وبالتالي ما ثَمَّ شيء إلا وهو حي،وكل شيء أصله هذا الماء.ولكن الماء الذي نعرفه أصله الأرض قال تعالى “وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحَاهَا أَخرَجَ منْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا“.”ياأرض ابلعي ماءك” فالماء الذي بين أيدينا كان في باطن الأرض ، والأرض أمه وأصله “ماءها” والأرض شيء،شملها قوله تعالى” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” فهي شيء جُعلت من الماء المذكور.إذاً الماء الذي جعل الله تعالى منه كل شيء حي،هو قبل خلق الأرض، وقوله تعالى”وكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِلِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً“. أعرش الرحمان كان على سائل مائي؟ أ اِستواءه يتطلب وجود ذرات من الأكسجين والهدروجين،والتي لولا قدرة الرحمن،ما ثبتت على ترابطها وأداء وظائفها،والذي يتبخر،ويتجمد،ويتعفن. منه العذب الفرات،ومنه الملح الأجاج ،ولماذا أتبعه قوله تعالى” لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً “.!!.قوله تعالى”وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ“هذا عالم الشأنية قبل القبل (كان) أي عالم الحُكم،قبل وجودنا وقبل وجود الأرض” لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً” هذاعالم الشيئية بعد وجودنا، عالم التقديرات “وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ” تعني أن الأوامر التي تصدر من حيث لاحيث،واسطة فيهاحقيقته صلى الله عليه وسلم . الماء إشارة إلى مرتبة من مراتب الحقيقة المحمدية، هو ماء الوجود الساري في ذرات الوجود وليس ماء الأنهار والسدود ،يعلم ذلك أهل الكشف والشهود.من فنيت بشريتهم،وتقدست أنفسهم،واضمحلت أنانيتهم “فإن لم تكن “…”تراه” مَنْ رَأَنِي فَقَدْ رَأَى الحَقَّ “ولا يقوم مقام الحق إلا الحق ،والعرش هو ديوان الأوامر وحاشا أن يكون عرشا ماديا، اهتز حقيقة لموت الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه. فصفات الخلق لا تؤثر على الحق.ومازال هذا العرش على الماء،وما زالت وساطة النبوة المحمدية قائمة،في الشؤون الحقية والخلقية   مراقبة للدوائر الكونية،وفق الإرادة الإلهية ،هو ماء الوجود الساري في كل موجود .يقول الشيخ محمد الكتاني في صلاة فتوح الجوارح “….وأنت عرشه الغيبي قبل أن يكون على الماء لأن لك خلوة بالحق جل اسمه لم تكن لغيرك من أفراد الكائنات،وأنت عرشه الذي كان على الماء،وأنت المضطرب من أجل الإشتياق لكتابة اسمك عليه….” والجوهري هوالاساسي الضروري ،وجَهَر الأمر أي ظهر، فهو الأساس من الوجود ،وأس الوجود ،الظاهر في ذرات الوجود. وقوله رضي الله عنه: قَلْب الْقُلُوبِ  أي لب الاسرار (قلب= محممد=132 وكلمة قلب بجميع مشتقاتها وردت في القرءان الكريم 132 مرة).وهو روح الأَرواح، فأنعم عليه بالوجود،هوسِرُّ الوجود،ومبدأه،ودليله، وقائده، ومراقبه، وشفيعه. فما في الوجود إلا حي يسبح بحمد خالقه.  ورد في الأثر(وأقول في الأثر لأن هناك من أنكر هذا الحديث ،وقال لا أصل له):ماوسعني عرشي ولاسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المومن” وهذا الحديث معناه صحيح عرفانيا،(محممد= قلب) ،فهو إشارة الى البرزخية المحمدية في التجليات، والوسع المذكور،هو وُسْعُ  مراتب الحقيقة المحمدية،الموازي لِوُسْعِ التجليات الإلهية، ولايظن إلاجاهل أن المقصود الذات الإلهية،تعالت عن ذلك علوا كبيرا. فوسع التجليات بوسع قلب(محممد)أي مراتب النبوة، وهو عبده المومن. ومن اسماء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “المومن” “يومن للمومنين” .    والإحياء،هو الإخراج من العدم الى الوجود”ربنا أحييتنا اثنتين وأمتنا إثنتين)”،والقلم الأعلى،هو مرتبة من مراتب الحقيقة المحمدية “أول ما خلق الله القلم”(الحديث)،فسطر كل ماهو كائن الى يوم يبعثون.                 الْعَرْش الْمُحِيط :العرش مصدر الأحكام والأوامر،وحكم الله شامل محيط بكل الخلائق ،ملكا وملكوتا،دنيا وآخرة،ظاهرا وباطنا،لايخفى عليه شئ من أمرهم“ماتسقط من ورقة الايعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين “.                                               رُوحِ جَسَدِ الْكَوِنَيْنِ.أي روح الملك والملكوت،وَبَرْزَخِ الْبَحْرَيْنِ.أي بحر الربوبية وبحر المربوبية، فكانت له وجهة حقية ” ثم دنا” *نَحْنُ أَحَقّ يارسول اللهِ بِالسُّجُودِ لَك منَ البَهَائِمِ”(الحديث) بلاحُلول،ولاوحدة،ولا اِتِّحاد” سُبحَٰنَهُ ۥوَتَعَـلَىٰ عَمَّا يَـقُـولونَ عُـلُـوّا كَـبِيرا” الرب رب إلى مالا نهاية،والعبد عبد إلى مالا نهاية،ووجهة خلقية “فتدلى” وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،هوسيد العبيد ،ظهر بحلل الأسماء الإلهية تبعاً للإرادة الإلهية “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ”

وَثَانِي اثْنَيْنِ.وَفَخْرِ الْكَوِنَيْنِ أَبِي الْقَاسِمِ أَبِي الطَّيِّبِ سَيِّدْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً بِقَدْرِ عَظَمَةَ ذَاتِكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ . ختم العارف الكبير رحمه الله تعالى صلاته،بذكر الذات الإلهية، وقَدْرها لايعرف،فالذات الإلهية خارج الزمن والمكان،لايصلها وصف، لغوي او فلسفي او ذوقي ،هي فوق أي معرفة ولا يجري عليها مفهوم الوقت والحين.يقول الجيلي”… أما ذات الله فهي عبارة عن نفسه، وهي غيب لا تدرك بمفهوم عبارة،ولا تفهم بمعلوم إشارة…” لذا ختم صلاته بالتنزيه ” سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ “.                                                    لقد أصاب من سماها جوهرة الأسرار.فهي فعلا جوهرة مليئة بالأسرار.استغرقت في فك أقفالها، وفتق طلاسيمها ثلاثة أيام،ونحن تحت الحجر الصحي بسبب وباء كورونا،نسأل الله تعالى، رفع هذا البلاء والوباء،عن جميع عباده إنه سميع مجيب،وسلكت في شرحها طريق الاختصار والتبسيط،والا فوراء الكلام كلام .وأرجو الله تعالى أن أكون قد وفقت في شرحها،وأن تنال إعجاب إخواننا الرفاعيين على الخصوص وإخواننا من باقي الطرق الصوفية   اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.الغَائِبِ عَنِ الأَبْصَارِ،الْمَسْدُولِ دُونَ حَقِيقَتِهِ حُجُبُ الأَسْتَارِ،وَالَّتِي تُنادَى مِنْ وَرَاءِ حُجُرَاتِ الظُّنُونِ، وَكَشْفِ النُّظَّارِ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ ٱلحُجُرَٰتِ﴾ فَلاَ أَحَدَ وَصَلَ إِلَى مَحْتِدِّهَا،وَلاَ إِلَى مَعْرِفَةِ كُلِّ صِفَاتِهَا،وَلاَ وَقَفَ عَلَى مَرَاتِبِهَا﴿أَكثَرُهُم لَايَعقِلُونَ﴾طَلَبُوا الوُصُولَ وَمَاوَصَلُوا،وَعَلَى كُنْهِهَا مَاحَصَّلُوا.هِيَ العَرْشُ لِاسْتِوَاءِ رَحْمَانِيَّتِهِ، وَاسِطَةِ تَجَلِّيَّاتِهِ،وَظُهُورِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ.هِيَ الرُّوحُ الكُلِّيَّةُ البَاطِنَةُ فِي كُلِّ الشُّؤُونِ الحَقِّيَّةِ وَالخَلْقِيَّةِ.تَتَبَرْقَعُ وِفْقَ الإِرَادَةِ الأَزَلِيَّةِ.و تَكْشِفُ النِّقَابَ حَسَبَ التَّجَلِّيَّاتِ الإِلَهِيَّةِ﴿وَلَو أَنَّهُمُ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخرُجَ إِلَيهِمْ لَكَانَ خَيراً لَّهُم وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

 واستغفر الله لي ولوالدي،ولأصحاب الحقوق علي وللمومنين والمومنات.المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

ابن المبارك   29شعبان 1441 هــ الموافق ل 23 ابريل 2020 م

2٬392 : عدد الزوار