مراتب الوجود عند ابن قسي

مراتب الوجود عند ابن قسي

هو اول من تكلم على مراتب الوجود

هو ابو القاسم احمد بن الحسين بن قسي(ت سنة 546هـ) شيخ طائفة المريدين بغرب الأندلس وزعيم ثورتهم ضد المرابطين عند احتلال دولتهم ،وضد الموحدين في بعض الاطوار قبل استتباب الامر نهائيا لعبد المومن الكومي (ت 558ه)فكان اول ثائر جمع بين التصوف والسياسة.                                                                             أذكر في عجالة بعض اقوال ابن قسي للإطلاع على مقامه وقامته في المعرفة الصوفية:

– يقول ابن قسي :وكما أن نبوته صلى الله عليه وسلم ترجح بالنبوات وكتابه يوزن بالكتب المنزلات ،كذلك امته تزن الامم وتعادل الفُرق والملل وما من كرامة اختص بها نبي ولا ولاية سبقت قبل لولي الا جمعت في نبوته وظهرت فيما بعد في القربى من ذريته والغرباء من امته علم ذلك من علمه وجهله من جهله انتهى.

– اعظم الرؤية (أي روية الربوبية) هي روية محمدية في صورة محمدية.

– الحقيقة المحمدية اولية روحانية وأنها منبع الوجود والمعرفة.

– لكل نبي اسما إلهيا غالبا عليه ،و محمد  صلى الله عليه وسلم في افق الاسم العظيم الجامع لجميع الاسماء.

-الايجاد هو نقل الموجودات من حال المعلوم او الموجود الماهوي المعنوي الثبوتي الكامن في العلم الالهي مند الازل الى الوجود الفعلي المحقق العياني الظاهري بفعل التجلي سواء في عالم الملكوت او عالم الملك.

وكتابه خلع النعلين واقتباس النورمن موضع القدمين يلخص كل معرفته الصوفية شرح هذا الكتاب ابن ابي واطيل تلميذ ابن سبعين،كما ذكر ذلك ابن خلدون. وشرحه الشيخ عبدي البوسناوي (ذكرهذا حجي خليفة في كتابه كشف الظنون)وشرحه قبلهما ابن عربي الحاتمي. ويقول ابن قسي ان كتابه هذا هو من الكتب الموجهة الى خاصة العارفين. 

وأشار الى مكانة الاسماء الالهية حيث وصفها بأنها هي الماسكة للوجود والقائمة عليه والمتجلية فيه ،وإنها الموجدة للمظاهرالوجودية،بما في ذلك من افلاك وآفاق ومعالي واعماق…انتهى ، ويضيف واذا كانت الاسماء الالهية التي هي حجب “للذات الأحدية”بعضها مهيمن على بعض فإن أول هاته الاسماء المهيمن عليها جميعا هو الاسم”الحي”:

الدائر ة الاولى :فلك الحياة ،فإنه حجاب على ما دونه وبساط سناء الى ما فوقه… فهو مقام حجاب لذات العلي الاعلى جل جلاله…فإذا أراد الامر جل جلاله قال كن فكان فبحياة الارادة ظهر الامر نورا قائما ووجودا ظاهرا….فذلك الفلك الحي الذي هو المحيط بفلك الرحمة التي وسعت كل شئ وفلك الرحمة هذا هو الحامل للوجود ومنه بدأ الفصل واليه يعود.انتهى.

الوجود الثاني هو : فلك الرحمة والعرش الكريم .

الوجود الثالث الذي هو الكرسي العزيز والعرش العظيم خلق الله من ظاهره الذي هو نور العرش المجيد القلم الاعلى،واللوح المحفوظ وهو عالم التنفيد والتقدير واليه تنتهي ملاحظة العارفين ومكاشفة النبيئين والمرسلين،سوى امام العارفين وسيد الاولين،فإنه لاَحَظَ ما فوق ذلك من عليين وشاهد حضرة القرب القريب والمكان المكين صلوات الله عليه.

الوجود الرابع الذي هو فلك العرش المجيد خلق الله من ظاهره الذي هو نورالسماء جبريل الروح الامين (أي عالم الملائكة)وهو العالم الملكي والسيرالروحاني عنه تتنزل اسرار الغيوب والنبأ، وهو عالم السماوات العلى والملإ الاعلى وهو الخصم المقرب المرتضى واليه ينتهي الكشف الملكوتي بخواص الموقنين ونجوم النبئيين.

الوجود الخامس الذي هو فلك السماء خلق الله من ظاهره الذي هو نور الارض آدم عليه السلام وهوالعالم الانساني والسرالرباني إليه سجد الملكي الروحاني وسخرالعلوي النوراني وكذلك السفلي الحيواني وغير الحيواني.

الوجود السادس فلك الارض خلق الله من ظاهره الجماد والحيوانات والحشرات وهو عالم التسخير والإذلال وجنس الإبتدال وهو في أسفل درجات التمييز وأسفل مقامات التفريق

فمراتب الوجود بالنسبة لإبن قسي ستة ،أولها:فلك الحياة  أي بدأ بالظهور دون الاشارة الى دوائر البطون ويليه فلك الرحمة (العرش الكريم )والتي هي حقيقة سيدنا محمد  والتي هي من اوائل المراتب رحمتي سبقت غضبي”وما ارسلناك الا رحمة للعالمين”اما ثالث الدوائر فالشيخ الجليل ابن قسي لم يميزبين الكرسي والعرش،فبالنسبة له الكرسي العزيزهو العرش العظيم ويقارن بين ملاحظة العارفين ومكاشفة النبيئين واستثنى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم  من هذه الدائرة.الوجود الرابع  يخصصه للملائكة والملإ الاعلى. الوجود الخامس خصصه لادم.أما الوجود السادس فلك الارض ،خصصه للحيوانات والحشرات والجماد.انتهى

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى ءاله وصحبه

1٬137 : عدد الزوار