مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء

بسم الله الرحمان الرحيم  الحمد لله رب العالمين. اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و مولانا محمد و على آل سيدنا و مولانا محمد القبضة المحمدية القدسية، وجهة المريدين الصادقين وغاية العارفين المحققين و الركن الشديد المجيب للمومنين  لبعض شأنهم  وهو الرؤوف الرحيم { لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم } و صحبه و سلم.

قال تعالى

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.

هذه هي آخر آية من سورة الفتح، والفتح فيها هو صلح الحديبية، لا فتح مكة، فالصلح كان مقدمة للفتح الأعظم فتح مكة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الآية قد وضّحت صفات الصحابة، وأخبرت أنها مذكورة ليس في القرآن فقط، بل حتى  في التوراة والإنجيل،وأهمها أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، وهو مبدأ الولاء والبراء ونرى أيضا تلك الأوصاف الدالة على شدة صلتهم بالله تعالى, وعلى رأس الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين ,  ثم باقي المبشرين  بالجنة و البدريين و باقي الصحب الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

إذا وقفنا على  قوله تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء} يتبين  أن معيته صلى الله عليه و سلم غير محصورة بزمان ولا مكان ،لفتح باب المجاهدة و المنافسة، للقرب من مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل أفراد أمته , كل على قدر اجتهاده  واستعداده تحت ظل قوله تعالى {وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العلمين }وقوله صلى الله عليه وسلم { أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم اخلاقا }{ أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أكثركم علي صلاة }.

فانتبه لها أولوا الالباب من التابعين حتى قال أحدهم : { و الله لنزاحمنهم فيها } يقصد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. فجدوا و اجتهدوا و في محبته صلى الله عليه و سلم ما قصروا وعلى نهجهم صار التابعون و لازالت العناية المحمدية تجتبي وتدخل في معيتها من ترتضي , هي إكسير حياتهم و قبلة ارواحهم و مفاد كلامهم ومنطق عقولهم ،ومسجد سكناتهم وحركاتهم { الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت والاحمق من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الاماني}.

فأصبحوا بفضل معيتها أشداء من بعد ضعفهم, وهذا الوصف القرآني البليغ لم يتصف به غيرهم. فشدتهم معنوية ومكتسبة , بينما الجمع شداد يفيد الشدة الذاتية و المادية ,قال تعالى{ عليها ملائكة غلاظ شداد } وفي قوم يوسف{ ثم يأتي بعد ذلك سبع شداد} وفي وصف السماء {وبنينا فوقكم سبعا شدادا}.وهذا من بلاغة القرآن العظيم ،لنتفكر ونتدبر{افلا يتدبرون القرآن }.

واذا قمنا بحساب كسر مفردة { أشداء } نجدها تساوي 1007وهو عدد 53 مضروب في 19 وهذه خصيصات محمدية أحمدية، أعطيت لهم، لتوافق الطلسم النبوي المحمدي الشريف ” 19 ” بالسر الاحمدي “53” ومن شرب منهما فهو مقرب شريعة و حقيقة ،وعلى رأسهم اولي العزم من الرسل وباقي الرسل و الانبياء و الصحابة و التابعين والصلحاء و الاكابو،و الفحول وباقي صالح المومنين.

فالعدد 19هو طلسم النبي صلى الله عليه وسلم وهوعدد حروف البسملة الشريف { بسم الله الرحمن الرحيم } والى نورالنبوة القديم يشير{ لقد جاءكم من الله نور   و كتاب مبين }نورالنبوة القديم. كما أن عدد سورالقرآن هو 114وهو 19× 6

اما العدد 53 فهو إشارة لاسم النبي صلى الله عليه و سلم { أحمد}. قال تعالى :   {ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه أحمد} والاحمدية هي حقيقة الحقائق الكلية والمشرب الصوفي الذي ميزبينها وبين المحمدية هو المشرب الكتاني لصاحبه الشيخ أبي الفيض سيدي محمد الكتاني رحمه الله.وهو مشرب قوي له صلوات على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعتية رقيقة تثني على الموصوف بالاوصاف الاحمدية ،وماهي الا النعوت القرآنية وشتان بين المدح والثناء. فالصلاة على المحمدية بالاحمدية صلاة نعتية عالية تواكب القدر.

فتبين في قوله تعالى:{محمد رسول الله و الذين معه أشداء} أنهم استمدوا من المحمدية وغاصوا بحار الاحمدية وهذا ما ظهر في الكسر1007 =53  ×19  ومن صار بها شديدا, صار منه قريبا ومؤهلا ومقبولا فَعَلِم ما لم يعلم, فيطلع على المغيبات الماضية والحاضرة و المستقبلية { لازال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها} {الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن ….تراه}.

لطيفة رقيقة  :

ومن غرائب كسر لفظة أشداء وهو{ 1007} اذا أضفت له 19 أعطاك 1026 وهو كسر{بسم الله الرحمن الرحيم }وهذا مقام خاص لا حظ للغير فيه أي الشدة الحقيقية تكون بمعرفة أسرارالنبوة.والاشداء مهما ما بلغوا{ 19 ×53 } فهم مفتقرون وعاحزون عن معرفة الحقيقة المحمدية والاحاطة بها الا بمساعدة  الطلسم الشريف 19، فيعرفونه به.

وكسر كلمتي[*الاولين و الاخرين*]هو نفسه كسر البسملة الشريفة هو 1026.

فلا معرفة لحقيقة ما ، تقدمت أوتأخرت الابوساطة النبوة المحمدية ” الله المعطي وإنما أنا قاسم” ..ولا شئ إلا وهو به منوط”

ومراتب الحقيقة المحمدية لها الأولية والآخرية ولا تحصى لأنها الحقيقة الازلية, { فلو ان عندنا ذكرا من الاولين } ولها الابدية { كما بدأنا اول خلق نعيده}.

اشارات في الرسم القرآني للاية :

هناك مَدٌّ بعد العين(*مَعَهُۥ*): هذا مد مشبع ,فالمد يفيد الاستغراق و طول المدة فهاته الثلة مستغرقِون مستهلَكون في جناب المولى سيدنا محمد صلى الله عليه    و سلم معزرين له موقرين مسبحين(*لِّتُؤمِنُوا بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ  وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَة وَأَصِیلًا*)،عارفون بما قسمته لهم يد العطاء والمعية النبوية من معارف ..فَهُم حملة المعارف: وحملة العرش تمانية،والأولياء الذين ورثوا خانة الحمالة بالمخمس العرشي ثمانية،وهم اعرف الخلق بسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم هو نفس عدد حروف (*مَعَهُۥ أَشِدَّاۤءُ*) والهمز للتصحيح .

  هناك مَدٌّ فوق الألف:(*أَشِدَّاۤءُ*) مد مشبع يشير لسعة شدتهم وقوتهم المستمدة من متبوعهم الذي هم معه صلى الله عليه وسلم، فهُم جلساؤه ( قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة انا من اتبعني) وصحابته وإخوانه ،صاروا مستقر صفته صلى الله عليه وسلم

*تَرَيٰهُم* هي مخالفة للكتابة الإملائية في اللغة ..*تَرَيٰهُم* فعل مضارع يفيد الاستمرارية للوسع المحمدي بكل زمن و مكان..هو بينهم صلى الله عليه و سلم يراهم و يرعاهم بخصوص الامداد والعطاء لانهم مظاهر استقرار صفته و مَحالُّ معارفه و خاصته من الخلق..ورعايته لكل واحد منهم تختلف من واحد لآخر : فمنهم الاختام و منهم الاقطاب و منهم الاوتاد و الابدال….وكل واحد من هؤلاء الأكابر لابد له من سقي له خاص يتباين مع غيره فيه ،فجاء الألف تَرَيٰهُم  محذوفا لهذا الوُسع المحمدي..فالمولى سيدنا محمد صلى الله عليه حاضر بين من حازوا على خصوصية معيته فصاروا مظاهر رحمة استمدوها منه *رُحَمَاۤءُ* 1048= (360+334+354)بسط وكسر اسم الجلالة،زائد بسط وكسر أحمد، زائد بسط وكسر محمد .

 خواطر

(وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ*).ما قال الحق تعالى( محمد ومن معه اشداء…)..بل أظهر تشريف من حازوا المعية و الوُصلة باظهار إسم الموصول *ٱلَّذِینَ.

  *وَ* حرف عطْفٍ،جمَع  الصحابة و الإخوان على العاطف العطوف عليهم  صلى الله عليه و سلم ﴿*ٱلَّذِينَ*﴾ اسم موصول يجمع الثلة التي حازت مراتب الوصل  بسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم فاختارتهم يد العناية المحمدية..

 ﴿ *مَعَ*﴾ ظرف مكان و زمان.. واقِعٌ تحت حيطة الوُسع النبوي ليكون هذا الظرف سبيل إمداد نبوي واصل لمن تحققت فيه هاته المعية و تأهل لها 

﴿ *هُۥٓ*﴾ ضمير النبوة الشاهد المشهود..الغائب الحاضر..الموجود المفقود…صلى الله عليه و سلم و على آله رب العٰلمين و سيد الوجود.

مذاكرات جرت بين ابناء المعهد .

جمعها ونظمها وحررها الفقير الى عفو ربه :جمال

1٬026 : عدد الزوار