الطرق إلى الله مختلفة

الطرق إلى الله مختلفة  

 قال أبو الدرداء: أحب ثلاثة لا يحبهن غيري: أحب المرض تكفيرًا لخطيئتي، وأحب الفقر تواضعًا لربي،وأحب  الموت اشتياقاً إليه.

فذكر ذلك لابن سيرين فقال: لكني لا أحب واحدة من الثلاثة؛ أما الفقر فو الله للغنى أحب  إلي منه، لأن الغني به يوصل الرحم، ويحج البيت، وتعتق الرقاب، وتبسط اليد إلى الصدقة؛ وأما المرض فو الله لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر؛ وأما الموت فو الله ما يمنعنا من حبه إلا ما قدمناه وسلف من أعمالنا، فنستغفر الله عز وجل.

انظر بالله إلى خروج ابن سيرين من كل ما دخل فيه أبو الدرداء، حتى كأن الصدق في جلبه أبين، والبرهان على ما قاله أقرب، ولولا أن الطرق إلى الله مختلفة، ما عرض هذا الرأي للأول ولا عارضه هذا الثاني.

وكان أبو حامد القاضي يقول: الزهد في الدنيا لا يصح، لأن الإنسان خلق منها وعمرها وسكن فيها، فلا سبيل إلى انسلاخه منها  

كتاب : البصائر والذخائر

 : أبو حيان التوحيدي

886 : عدد الزوار