خيف العارفين

خــيــف الــعــارفين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه.

يقول أبوحامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه “المنقذ من الضلال”:…ولقد علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة،وأن سيرتهم أحسن السير،وطريقتهم أصوب الطرق،وأخلاقهم أزكى الأخلاق… طريقة أول شروطها،تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى،واستغراق القلب بالكلية بذكر الله،وآخرها الفناء بالكلية في الله. اهــ  قال  معروف الكرخي: التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق.  وقال الجنيد:التصوف التعلق بعلوم الحقيقة واتباع الرسول في الشريعة. وقال فخر الدين الرازي:التصوف هو الطريق إلى معرفة الله تعالى.وقال شيخي رحمه الله تعالى :التصوف هو معرفة القرءان بسيدنا محمد ،ومعرفة سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم بالقرءان.                                               كان بين الصوفية علماء جمعوا بين الكثير من العلوم والمعارف كشهاب الدين السهروردي،الذي جمع بين الحكمة،ورقائق التصوف، وابن عربي الصوفي المحقق،والشيخ الاكبر المدقق ،صاحب الموسوعة الكبرى: الفتوحات المكية،التي تعنون عن مدى تمكنه من كثير من العلوم،من فقه،وحديث، وفلك،وبلاغة، طرق الكثير من الابواب المعرفية، وعَبَّد لنا الطرق العرفانية.والشيخ عبد الحق بن سبعين الذي أجاب عن الأسئلة التي وجهها الإمبراطور فريدريك الثاني،صاحب صقلية إلى علماء المشرق ،فلم يجب عليها غيره،رغم أنها تدور حول موضوعات الفكر الفلسفي اليوناني القديم . والصوفي عبد الكريم الجيلي الذي إلى جانب معرفته بدقائق اللغة وجوانبها البلاغية،والنحوية، والشعرية،هوعالم باللغات الهندية والفارسية، ومحيط كذلك بأصول الفقه والمذاهب.                                                  وبلبل الحضرة ابن الفارض وتائيته ” نظم السلوك”هي فتوحات مكية بصيغة شعرية.

وهناك بين رفاقنا أمييون كالدباغ صاحب الابريز،وأبو يعزى الذي تخرج على يده علم من أعلام الصوفية : الشيخ أبومدين الغوث ،مايسترو الفقراء.

أجدد ذكرى رفاق أحبهم،على البعد الزماني بيننا،رفاق مازالوا أحياء في قلوبنا، كتبهم تقرأ، وأذكارهم تردد،وأضرحتهم تزار وتنظف،بيوت أذن الله أن ترفع،و يذكر فيها اسمه.يتلى فيها كتاب الله ويصلى على نبيه عليه الصلاة والسلام.   أين قبر البقاعي صاحب كتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي ؟وأين قبر ابن تيمية  الحراني ؟

 من كان لله دام واتصل.ومن كان لغير الله انقطع وانفصل .                              ببغداد الجيلاني صاحب القَدم ،والمشيشي بجبل العلم،وهذا الشادلي بصحراء عيذاب،والبدوي ،والرفاعي، والتجاني،وغيرهم… أناخوا راحلتهم في مقام القطبية ،كذا محتسب الصوفية،والكتاني من اصحاب الدوائر الكونية،وشيخي رائد في  العلوم البائية والاستمدادات النورانية ،ومستخرج الاسرار القرءانية ،رحمهم الله تعالى ،وقدس أسرارهم، وأسكنهم فسيح جناته ،بجوار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام . لكل صوفي تجربته الخاصة به،وسلوكه وسيره وأذواقه الخاصين به،إلى أن يصل إلى أعلا مقامات المعرفة والقرب،وهذه الخصوصية في التجربة الصوفية، هي من الأسباب لذلك الشعور بالتَّوَحُد الذي نراه عند فحول العارفين، وهذا ما عبرعنه أبو بكر الشبلي في وقت مبكر بقوله:  

                   باح مجنون عامر بهواه●وكتمت الهوى ففزت بوجدي

                 فإذا كان في القيامة نودي●أين أهل الهوى؟ تقدمت وحدي

وعبر الجيلي كذلك عن تفرده بين أهل زمانه وغربته بينهم:  

        فمالي في الأحياء إن عشت صاحب●ومالي حقا إن أموت مشايع

شرح الجيلي  الباب559 من الفتوحات على أساس أن هذا الباب هو مختصر جميع أبواب الفتوحات كما يقول ابن عربي: اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس،من أن هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب هو الباب الجامع لفنون الأنوار الساطعة، والبروق اللامعة، والأحوال الحاكمة ،والمقامات الراسخة،والمعارف اللدنية،والعلوم الإلهية،والمنازل المشهودة، والمعاملات الأقدسية،والأذكار المنتجة، والمخاطبات المبهجة ،والنفثات الروحية، والقابلات الروعية، وكل ما يعطيه الكشف ويشهد له الحق الصرف. ضمنت هذا الباب جميع ما يتعلق بأبواب هذا الكتاب مما لابد من التنبيه عليه مرتباً من الباب إلى آخره …انتهى.

ابن عربي هو الشيخ الأكبر في نظر الجيلي،والقطب الأعظم،مظهر الصفة العلمية،ومجلس الكمالات العينية والحكمية لسان الحقيقة،واستاذ الطريقة المتبوع ،التابع لآثار الشريعة(كتاب شرح مشكل الفتوحات ).

ولكن في ثنايا كتبه ،يرى الجيلي نفسه أنه فاق ابن عربي،وتعدى مقامه ،وانتبه  إلى ما سها عنه الشيخ الأكبر.  

يقول  ابن عربي (ف ح 3  ص 14)”……نحن ننظر إلى الإنسان الكامل،فنقول أنه أكمل الموجودات،وأما أنه أفضل عند الله فذلك لله وحده،فإن المخلوق لايعلم ما في نفس الخالق  … انتهى .

ولا يوافق الجيلي ابن عربي في هذه المسألة،بل يرى الجيلي أن الإنسان الكامل أفضل الموجودات،كما هو أكملها، يقول(شرح مشكل الفتوحات)”….وقد جعل منزلهم (أي الملائكة المهيمة والملائكة المحكمة) بين الله والعالم،وجعلهم أفضل من البشر الكمل،فقال إنهم متساوون، بين مرتبة الألوهية،ومرتبة الإنسان الكامل،لكن مرتبة الإنسان الكامل عندي فوق مرتبة  الملائكة..اهـ .

وأوافق الشيخ الجيلي الرأي، فمرتبة النبوة المحمدية أعلا من منزل الملائكة بل جبريل من خدامه صلى الله عليه وسلم ،وسدنة أعتابه.لأنه نور صلى الله عليه نور إلاهي﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌوَكِتَابٌ مُّبِينٌ﴾”أول ما خلق الله نور نبيك ياجابر”ورحمة للعالمين والملائكة من العالمين ومن كان رحمة لهم فلا شك أنه أعظم منهم.

يقول الجيلي رضي الله عنه في باب العلم (الإنسان الكامل):واعلم إن العلم صفة نفسية أزلية ،فعلمه سبحانه وتعالى بنفسه ،وعلمه بخلقه علم واحد،غير منقسم ولا متعدد،ولكنه يعلم نفسه بما هوعليه،ويعلم خلقه بما هم عليه،ولا يجوز أن يقال أن المعلومات أعطته العلم من نفسها لئلا يلزم من ذلك كونه استفاد شيئا من غيره، لقد سها الإمام محيي الدين بن عربي رضي الله عنه حيث قال: إن معلومات الحق أعطت الحق العلم من نفسها فلنعذره،ولا نقول إن ذلك مبلغ علمه،ولكنا وجدناه سبحانه وتعالى،بعد هذا يَعْلمها بعلم أَصْلي منه غير مستفاد مما عليه المعلومات، فيما اقتضته من نفسها بحسب حقائقها،غير أنها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه منها،فَحَكَم عليها ثانيا بما اقتضته وهو حكمها عليه.ولما رأى الإمام المذكور رضي الله عنه أن الحق حكم للمعلومات بما اقتضته لنفسها ظن أن علم الحق مستفاد من اقتضاء المعلومات،فقال :إن المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها، وفاته أنه إنما اقتضت ماعَلِمها عليه بالعلم الكلي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها اهــــ(باب العلم، الإنسان الكامل) .

الجيلي يرى أن المعلوم تابع للعلم أي بالنظر لرتبة الأشياء من العلم الإلهي وعلم الله تعالى عين ذاته،وذاته تعالى عين علمه،فالمعلومات مندرجة في العلم، فلولا العلم ما علمت المعلومات،فالعلم أظهرها فله الرتبة عليها،من حيث الإظهار .

 ويخالف ابن عربي رحمه الله هذا الرأي يقول :أن علم الله تعالى تابع للمعلومات،معناه أن الله تعالى لايعلم الأشياء من حيث إنها أشياء ظاهرة،وإنما يعلمها من حيث إنه تعالى هو الظاهر،وظهوره تعالى ليس متأخراعن بطون،بل ظهوره عين البطون،فهو تعالى يعلم الأشياء من حيث نفسه لأن ذاته دائرة الأول والآخر،والظاهروالباطن اهـــ (الفتوحات ،باب العلم).

في الفتوحات (ج1 ص  168 ): يقول”….ولم يكن للأعيان في حال عدمها شيء من النسب،إلا السمع ،فكانت الأعيان مستعدة في ذواتها في حال عدمها لقبول الأمرالإلهيّ إذا ورد عليها بالوجود، فلما أراد بها الوجود،قال لها “كن” : فتكوّنت وظهرت في أعيانها فكان الكلام الإلهيّ أوّل شيء أدركته من الله تعالى بالكلام الذي يليق به سبحانه فأوّل كلمة تركبت كلمة كن … “انتهى.   

ابن عربي استعمل مصطلحا صاغه المعتزلة هو( الأعيان الثابتة في العدم ) في سياق مغاير لنسق الفكرالفلسفي .فهذه الأعيان  الثابتة في العدم  يقول ابن عربي لا تمتلك من خصائص الوجود شيئا سوى القابلية لسماع الخطاب الالهي (باب العلم) والإستجابة له : يقول فلم يكن للأعيان في حال عدمها شئ من النسب إلا السمع .فكانت مستعدة لقبول الأمر الإلهي (ف – ح 187).بينما الجيلي يستعمل مصطلح “العارية الوجودية”.
ولنستمع الى ثالث عملاق من عمالقة التصوف، الإمام محمد الكتاني(رسالة روح القدس في شرح الانموذجية) “…فلا يتجدد العلم بتجدد المعلوم، فالمعلوم تابع للعلم ،والعلم قديم بقدم الذات،فالمعلوم بحيث تعلق العلم به في حضرة الأولية الغير المتعلقة  قديم .وإن لا نَقُلْ بهذا ،نَقُل بالتجزئة في العلم وأنه يتجدد بتجدد المعلوم .وله أوليات بالنسبة إليه وإلينا، فتعلقه بنفسه قديم وتعلقه بنا حادث،وهذا كلام رقيق ليس من ديوان الأحرار في شئ.وهذا إنما يمكن،لو كان علمه مستفادا من الأسباب ، والالات، والوسائط،تعالى وتقدس،بل علمه من ذاته ليس ببرزخ وقد كان موجودا وعالما قبل إيجاد الموجودات،وقبل إيجاد المعلومات فعلمه من ذاته فليس ثم من عِلْمه من ذاته إلا الحق...أما آية ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ واية ﴿امْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ فحارت فيهما الأذهان لأنهما يفيدان تجدد العلم،ولم يرد فيها نص. فكانت الأشياء مجلوة للحق،حالة تعلق العلم القديم بها ،بل علمه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد ،ولا يلزم من هذا مسايرتها للحق في أزليته لا ،لا ،لأن أعيانها ليست موجودة ،وإنما وسع تعلق العلم أعطى هذا، فإنه يتعلق بالواجبات،والجائزات، والمستحيلات ،وإلا أنت قائل بالتقديم والتأخير في التعلق حتما. وقد سها الإمام الجيلي حيث قال يلزم من هذا مسايرتها للحق في الوجود قلنا،وَفَاتَه أن الاشياء لم تخلق من العدم،وإنما أبرزها الحق من وجود علمي الى وجود عيني. انتهى.

وقد أشار إلى هذا  الموضوع الشيخ  الكتاني مرة ثانية في كتاب الطلاسم في الكمالات المحمدية: ” …ولا نقول ياولي كما قال بعض النظار أنه لو تعلقت حضرة العلم بنا في نفس كهوف القدم ،للزم من ذلك مسايرتنا للحق في حال أزليته وهو مستحيل ….انتهى .
وخلاصة القول: أنه ما سها ابن عربي ولا الجيلي فلوأرجعت المسألة الى الحقيقته المحمدية،لا إلى الذات الإلهية (انتبه الى الكلام المكتوب كتابة غليظة ومنحنية)، لوجدت الحاتمي على حق،والجيلي على صواب ،فكلاهما راى التجلي من زاوية.

فالحقيقة المحمدية هي الأصل والعلة والغاية. هي أصل وفرع، من حيث العلم و من حيث المعلوم ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ “ثم وجه الله”  يقول الكتاني: أبرزها من وجود علمي إلى وجود عيني اهــ. الوجودان ،العلمي والعيني مرتوقان في الوسيط البرزخي ،الرتقي الفتقي،لاعلاقة لهما بالذات الإلهية وقِـــدَمِها،وإن سايرا(أي الوجود العلمي والعيني) البرزخ النوراني المحمدي في الوجود فلا حرج هو كذلك مخلوق مثلهم،وعبد من عباد الله وانتهى الأمر ولاضرر ولاضرار(انــتــظر موضوعا مفصلا يشرح هذا الخلاف).

يقول الكتاني( كتاب الطلاسم) :اعلم أن المدبر لهذه الدوائر الكونية من حيث هي،هو حضرة الأسماء الإلهية ،فمهما اقتضى ركن من أركان دوائر الكون شيئا،وحكمت به الرتبة،إلا وتبرزه مقتضيات الأسماء، انتهى.

وهذا تحقيق عرفاني ثمين ورقيق.

فهناك اتحاد في المعنى بين العارفين واختلاف في المبنى،عملة واحدة لها وجهان أو وجه واحد له عينان واحدة زرقاء،والاخرى سوداء،وهو ما يسمى الخيف، والخيف في كل شئ ،هو الإختلاف، ومنه الناس أخياف،ومنها الاخوة الاخياف هم من أُمُّهم واحدة وآباؤهم شَتَّى ،أي مختلفون .فالتجلي (العلم) يظهرالمقتضى (المعلوم)،والمقتضى يطلب التجلي،إذا وصل إبان ظهوره، فاسمه تعالى الرازق يقتضي وجود المرزوق،والمخلوق يطلب الرزق.اسماء الاهية تشاجرية تفاعلية

وعلم الله سابق لا لاحق.وعلم الله شأن،ومقتضاه أي المعلوم شئ،وبطبيعة الحال الشأن اسبق من الشيء وجودا،ولا وجود لعلم بدون معلوم.وظهور الشئ حين يحضر ابانه والتجلي الخاص به.وهو ما عبر عليه ابن الفارض بقوله:

        ومابرحتْ تبدو وتَخُفي لعلة●على حسب الأوقات في كل حِقْبة

ولا كلام لنا عن الذات الإلهية هي حضرة “بهت وخرس”

فكن شارباً بِكَأْسَيْن ناظرا بعينين.عَيْن الحَقِيقَة تَرى أَنَّ الله غنيٌّ عن العالَمينَ،غير مفتقر لعبادة عباده، وكلُّ الأمور بِيَدِهِ” إِلَيهِ يَرجِعُ ٱلأَمرُ كُلُّهُ“وعَينٌ الشّرِيعَة،تقِرُّ أَنْ لابد من واسطَة بينه وبين الخلاَئِق، إِذ لا قوَّةَ لَهم علَى مكَافَحة الذات الأَقْدَس،وَالتَّلَقِّي بدون وساطَة،فالذات لامعبودة ولامشهودة. لا تدركها الوجوه بأبصارها،ولا العقول بأفكارها، ولا القلوب بأذواقها. ولا يتحقق هذا الا بصحبة العارفين.

 اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.صَلاَةً تدخلنا دائرة أولي الألباب،العارفين الاقطاب،الذين خاضوا بحار الحقيقة المحمدية فاستخرجوا لؤلؤا المعرفة،ومرجان العرفان،ونقبوا على  خبايا الرموز،وعثروا على خفايا الكنوز،إشاراتهم أنوار،وعباراتهم أسرار،هم الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ.المُؤَيِّدونَ بِالْفَهْمِ﴿شَهِدَٱللَّهُ أَنَّهُ ۥلَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلمَلَٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلعِلمِ﴾،وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ. 

        فمالي في الأحياء إن عشت صاحب●ومالي حقا إن أموت مشايع

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .موضوع كتب سنة 2015 

1٬200 : عدد الزوار