أبوالبركات يوسف المغربي

الرجل الذي حمل رسالة الاسلام الى المالديف
هو أبو البركات يوسف البربري. رحالة أمازيغي من المغرب.وصل إلى جزر المالديف سنة 1153م / 548 هـ..فأسلم على يده سلطانها شَنورازة.ولم يكتف السلطان بذلك، بل أمر بإنشاء المساجد والمدارس الإسلامية في جميع أنحاء الدولة. وتبعه مواطنوه لأن الناس على دين ملوكها كما يقال. وكانوا على مذهب البوذية.كان سكان المالديف قبل إسلامهم مرهونين لعادات جاهلية أثقلت حياتهم مثل تقديم امرأة قربانا لما كانوا يسمونه “شيطان البحر”، وكانت القبائل المالديفية تقترع لاختيار فتاة كل شهر تكون ضحية بشرية لكفّ غضب وشرور جن البحر “راناماري”.. ‪وروى الرحالة المغربي ابن بطوطة خلال رحلته إلى الجزر في القرن الرابع عشر كثيرا عن أحوال سكانها وعاداتهم،وحكى قصة إسلامهم قائلا: “ثم إنه قدم عليهم مغربي يسمى بأبي البركات البربري، وكان حافظا للقرآن العظيم،فنزل بدارعجوز منهم،فدخل عليها يوما وقد جمعت أهلها وهن يبكين كأنهن في مأتم، فاستفهمهنّ عن شأنهن،فلم يفهمْنَ،فأُتـِيَ بترجمان فأخبره أن قرعة الشهر وقعت على العجوز،وليس لها إلا بنت واحدة يقتلها العفريت،فقال لها أبو البركات: أنا أتوجه عوضا من بنتك بالليل، فاحتملوه تلك الليلة فأدخلوه إلى بيت الأصنام وهو متوضئ”.وفي الصباح التالي عندما جاءت الناس ليستخرجوا الفتاة ويحرقوها-حسب عاداتهم- وجدوا أبا البركات يتلو القرآن، ويكمل ابن بطوطة روايته قائلا “فمضوا به إلى مَلِكِهم،وكان يسمى (شنورازة)، وأعلموه بخبره، فعجب منه،وعرض عليه المغربي الإسلام ورغّبه فيه، فقال له الملك: أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كذلك ونجوت من العفريت أسلمتُ”.ويكمل ابن بطوطة ما جرى في الشهر التالي إذ أسلم الملك وكسروا الأصنام،وهدموا بيتها، “وأسلم أهلُ الجزيرة، وبعثوا إلى سائر الجزر،فأسلم أهلها،وأقام المغربي عندهم معظَّما وتمذهبوا بمذهبه، مذهب الإمام مالك رحمه الله،وهم إلى هذا العهد يعظمون المغاربة بسببه، وبَنَى مسجدا معروفا باسمه”. وضريحه مشهور بقلب العاصمة.ويقول الدستور المالديفي إن الإسلام شرط للمواطنة المالديفية، فلا يوجد مالديفي غير مسلم في مئات الجزر الصغيرة الساحرة التي عرفها البحارة والتجار العرب بحلول القرن الثاني عشر. جزر المالديف يبلغ عددها عشرة آلاف و87 جزيرة.

1٬306 : عدد الزوار