الستر

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول أحد الأخوة : كنت أشتري كل يوم صباحاً من بائع الصحف صحيفة، وقد علمني مرةً درساً مهماً سيبقى في ذاكرتي طوال العمر !! 

يقول : سألته مرةً : كيف حالك اليوم يا عم ؟ 

فقال لي : والله، في نعمة الستر !

فاندهشت من إجابته، وسألته : ولماذا الستر تحديداً ؟

فقال لي : لأنني مستور من كل شيء !

قلت له مداعباً : عن أيّ سترٍ تتحدث، وقميصك مرقّع بألوانٍ شتى ؟!

فقال لي : يا بنيّ، الستر أنواع :  

-عندما تكون مريضاً ولكنك قادر على السير بقدمَيك فهذا ستر من مذلّة المرض .

-عندما يكون في جيبك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان حتى لو كان خبزاً، فهذا ستر من مذلّة الجوع.

-عندما يكون لديك ملابس، ولو كانت مرقّعة، فهذا ستر من مذلّة البرد.

-عندما تكون قادراً على الضحك وأنت حزين لأيّ سبب، فهذا ستر من مذلّة الإنكسار.

-عندما تكون قادراً على قراءة الصحيفة التي بين يديك، فهذا ستر من مذلّة الجهل.

-عندما تستطيع أن تتصل في أيّ وقت بأهلك لتطمئن عنهم وتطمئنهم عنك، فهذا ستر من مذلّة الوحدة.

-عندما يكون لديك وظيفة أو مهنة، حتى لو بائع صحف، تمنعك عن مد يدك الى أيّ شخص، فهذا ستر من مذلة السؤال.

-عندما يبارك لك الله في أولادك وبناتك، في صحتهم، وتعليمهم، وزواجهم، وبيوتهم، فهذا ستر من مذلة القهر.

-عندما يكون لديك زوجة صالحة، تحمل معك همّ الدنيا، فهذا ستر من مذلّة الإنكسار .

وتذكّر دائماً أنك تملك نِعَماً يتمناها ملايين‏ البشر

هذه هي نعمة الستر .

 الستر يا بنيّ، ليس ستر فلوس، وإنما ستر نفوس  

‏جعلنا الله واياكم من المستورين بستره الجميل في الدنيا والآخرة .

منقول                                                                                           عبد الغفور

945 : عدد الزوار