شمس الوجود

شــــــمـــــس الـــــوجـــــود

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
قال البوصيرى رحمه الله تعالى :
وَكُلُّ ايٍ اتى الرسْلُ الْكِرامُ بهَا=فَانَّمَااتصَلَت مِنْ نُوْرهِ بهِمِ

فَانَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبهَا=يُظْهِرنَ انْوَارهَا لِلنَّاسِ فِيْ الظُّلَمِ


سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،شمس الوجود ،والانبياء والرسل نوابه،فالكواكب ليست مضيئة من نفسها انما تستمد نورها من الشمس. فقبل ظهور الجسم المحمدي الشريف،ظهرت انوارهذه الكواكب واهتدى بها الناس وهو في الحقيقة نورشمس الوجود المحمدي وهداها الاحمدي ،فهم نوابه حين كان الحكم للاسم “الباطن” اذ كان صلى الله عليه وسلم “نبيا وادم بين الماء والطين” وغيره لم يكن نبيا الا في حال حياته البشرية،نوره صلى الله عليه وسلم ذاتي له وانوارهم مستعارة، نبوته ذاتية له ونبوتهم بالجعل “وجعلني نبيا “اذ جعل فيكم انبياء” فكل شرائعهم من شريعته ،وكل معجزاتهم من مدده،صلى الله عليه وسلم. قال تعالى “اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده”ولم يقل تعالى (اقتدي) فالهاء كسرا تساوي 6 بعدد الحواميم وبعدد لغات برازيخ الوحي الاولية (عدد لغات الانبياء السابقين ستة)اقتده بهداهم لا بهم،هذه الهاء التي حلت محل الياء والتي تشير الى ان هداهم هو في حقيقة الامر من هداك ،في عالم البطون حيث كان هداهم وشريعتهم ،منوطة بالحواميم الستة. فجمع صلى الله عليه وسلم جميع الخصال الحميدة التي تفرقت فيهم ،وعددهم 124000 فلو افترضنا ان في كل واحد منهم(عليهم السلام ) 3 خصال حميدة(اذ بداية الجمع من الثلاثة ولايجوز أن تكون خصال الانبياء قلة) 3×124000= 372000 خصلة حميدة، فيه صلى الله عليه وسام ،فمن يستطيع جمع كل هذا الكم الهائل من الخصال في ذاته؟ ؟ وهل جمعها احد من الشعراء المادحين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة؟؟ قصيدة يكون عدد ابياتها 372000 ؟؟
هل احصاها القاضي عياض في كتابه “الشفا بتعريف حقوق المصطفى ”هذا الكتاب الذي عندما وصل الى ابن تيمية الحراني قال قولته الشنيعة التي كتبت في صحيفته بمداد اسود” لقد غلا هذا المُغَيْربي”لكي يكون هناك غلو في شخص ما، يجب ان تقول ما فيه ،وتزيد ماليس فيه،فالمبالغة هي أن يُدَّعى لشئ وصف يزيد على ما في الواقع ، أما الغلو هو الوصف بالمستحيل في العقل،وهل القاضي عياض أو غيره، أحصى كل ما في النبوة من خصال ؟ ومن اين سيأتي بالزيادة وهو قاضي يبحث عن الحقيقة.ولكن هذه الحقيقة نور ،قال فيها سيد الخليقة” ماعرفني حقيقة غير ربي”. فالعجز عن مدحه صلى الله عليه وسلم هورصيد كل المادحين ،وفي حقيقة الامر خصاله لا تحصى اذ للنبوة المحمدية من الكمالات ما للحضرة الالهية من التجليات).
قال العارف بالله الكبير البوصيري قدس الله سره :
دَعْ مَاادَّعَتهُ النَّصَارَى في نَبِيِّهِمُ=وَاحْكُمْ بِمَاشِئْتَ مَدْحًا فِيْهِ وَاحْتَكِمِ
وَانْسُبْ إِلَى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ=وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فإن فضل رسول الله ليس لـه=حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفـم

ليس لـه حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفـم .فأين سنجد هذا الناطق بفم يحصي لنا 372000 خصلة ؟؟؟ من خصاله صلى الله عليه وسلم.لقد تخلق بالاسماء الالهية والتي لا حد ولا حصر لمقتضياتها،قليل في حقه قولنا ان له صلى الله عليه وسلم 372000 خصلة حميدة هذا تقصير في حقه، فاسمه محمد في اللغة هو الذي يحمد حمدا بعد حمد ،لأن الصيغة تقتضي التكرارفهو اسم مطابق لذاته صلى الله عليه وسلم، لأن معناه ان ذاته محمودة على ألسنة الخلائق من حيث أوصافه و أخلاقه وأحواله وعلومه وحكمه وأحكامه، فهو محمود في الارض والسماء ،فهو خير من حُمد وأفضل من حَمد، فاسمه محمد يفيد مبالغة في المحمودية واسمه احمد يفيد مبالغة في الحامدية.من أين ستأتي المبالغة في مدحه. وقد اصاب البوصيري (و كلامه في مدح النبوة دائما صائب ):
لو ناسبت قدره آياته عظمـاً=أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
“أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم”.ولكن لم تناسب، كي لا يعبد من دون الله وليبقى الرب رب ،والعبد الحقاني عبد.عبد ابن إمرأة من قريش تاكل القديد رضي الله عنها. فاعرف قدر نبيك ولا تكن من الجاهلين الغافلين فالجهل بحقيقته موت ولاتكن من اموات الاحياء .
ليس من مات فاستراح بميت= انماالميت ميت الاحياء

اقرأ قوله تعالى: ” قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَٰسِقِينَ

قال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين

ولا شك ان الامة المحمدية تحب رسولها ولكن بمعرفة حقيقته يزداد حبك فيه:
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

974 : عدد الزوار