منازل أهل القربة

منازل أهل القربة (بين الصديقية ونبوة التشريع)..وتقريب الحق لهم من وجهين: وجه (إختصاص)من غير تعمّل،كالقائم بدينه في آخر الزمان وأمثاله..ووجه آخر من طريق (التعمّل)،كالخضر وأمثاله..والمقام واحد..وفي هذا المقام يلتحق البشر بالملأ الأعلى،ويقع الإختصاص الإلهي فيما يكون من الحق لهؤلاء.

ومنزل أهل القربة يُعطيهم إتصال حياتهم بالآخرة،فلا يُدركهم (الصّعق) الذي يُدرك الأرواح،بل هم ممن إستثنى الله تعالى في قوله (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله).وهذا المنزل هو أخصّ المنازل عند الله وأعلاها..

والناس فيه على طبقات ثلاث: فمنهم من (يُحصّله برُمّته)،وهم الرسل،وهم فيه على درجات،يفضل بعضهم بعضاً..ومنهم من (يُحصّل الدرجة الثانية)،وهم الأنبياء،الذين لم يُبعثوا،بل تعبّدوا بشريعة موقوفة عليهم،وهم فيها على درجات..والطبقة الثالثة هي دونهما،وهي درجة (النبوة المطلقة)،التي لا يتخلّل وَحْيَها مَلَك..

ودون هذه الطبقات هم (الصدّيقون)،الذين يتّبعون المرسلين.ودون هؤلاء الصديقون (الصدّيقين)،الذين يتبعون الأنبياء،من غير أن يجب ذلك عليهم.ودون هؤلاء الصديقين الذين يتبعون أهل الطبقة الثالثة،وهم (المقرّبين)..و”لكل طبقة ذَوْق لا تعلمُه الطبقة الأخرى”،ولهذا قال الخضر لموسى (وكيف تصبر على ما لم تُحط به خُبراً)،و”الخُبْر” هو الذّوْق،وهو “علم حال”،وقال الخضر لموسى: “أنا على علم علّمنيه الله لا تعلمه أنت،وأنت على علم أعلمكه الله لا أعلمه أنا”..

من كلام الشيخ الاكبر

802 : عدد الزوار