الرَّكب

من عجائب الحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اعتاد أهل مكة على مر مئات السنين على عادة يسمونها  “الرَّكب”

و الركب : هو عادة مكية أصيلة كانت تقام كل سنة في أول جمعة من شهر رجب المعظم، وهي قافلة سفر مكونة من مجموعة كبيرة من الأفراد يسافرون من مكة إلى المدينة المنورة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم

 بعد أن يتم تجمعهم من 12 مكان من أحياء مكة المكرمة يتم توديعهم على طريق المدينة باتجاه مسجد السيدة عائشة (التنعيم) رضي الله عنها ويسيرون على بركة الله ليلتقوا مع ركب أهالي جدة والطائف على طريق عسفان فكان في كل سنة في شهر رجب، يحدوا الحداة في طرقات مكة، يذكرون الناس بزيارة رسول اللهﷺ.. و كانت همم الناس تتحزم .. ويجهزون رواحلهم، وينطلقون في هذا الركب الذي يجتمع فيه المئات من الناس، ويكون لهذا الركب قائد .. وحادي ينشد الأشعار في مدح الحبيب المختار ﷺ، فيهيِّج الإبل وينشطها للسير.

يقول الشيخ محمد السقاف : « وقد أدركت آخر من كانوا يحضرون هذا الركب من شيبان مكة..وكان منهم رجل اسمه: “عبد العزيز محضر” رحمه الله تعالى، سمعنا منه: أن أعجب شيء كان يتكرر في رحلات الركب أنهم كانوا يسيرون بالإبل لمدة أسبوعين أو أكثر، فإذا وصلوا إلى منطقة عروة، عند بئر عروة، يبيتون وبعد الفجر يغتسلون ويلبسون ثيابا طيبة، استعداداً لدخول المدينة المنورة، وكنا إذا وصلنا إلى منطقة اسمها “ثنية المفرحات” ترى الإبل القبة الخضراء(قبر النبي صلى الله عليه) عن بعد، فإذا رأت الإبل القبة الخضراء، وتنسمت نسيم المدينة المنورة، تهيج هيجانًا شديدًا،ثم تنطلق بشدة، فنمسك بزمامها بكل قوة فلا نكاد نستطيع، ولا تتوقف حتى يجرح الزمام أفواهها ويخرج منها الدم، ولا تتوقف إلا عند باب المسجد النبوي الشريف وهي عند القبة الخضراء، فتبكي الأبل وتئن أنينًا، وتذرف دموعًا كالمطر، وكان الناس إذا رأوا هذا المنظر المهيب يبكون بكاءً شديدًا لما يرون من أثر الحب والشوق للحبيب ﷺ عند الإبل لنعرف أن الكائنات حتى بعد وفاته ﷺ تعرف الحب والوجد والشوق إلى سيدالكائنات ﷺ.وما هذا إلا غيض من فيض المحبة للمحبوب ﷺ

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد في الأولين وصل على سيدنا محمد في الآخرين وصل على سيدنا محمد في الملأ الأعلى الى يوم الدين ..

         والسلام على خير الأنامﷺ..

منقول

805 : عدد الزوار