تنبيهات على علو النبوة المحمدية التنبيه الحادي عشر:

تنبيهات على علو النبوة المحمدية
التنبيه الحادي عشر:

اعلم ايها المحب لهذا النبي الكريم الباحث عن تفاصيل جمل قدره العظيم.

أن النبوة المحمدية تطفئ حرارة التجليات الالهية،وتمزجها باللطف قال تعالى”وما ارسلناك الا رحمة للعالمين”ب”إلا” الحصرية أي ارسلناك ولم نرسل غيرك،وإرساله رحمة للعالمين يقتضي أن يكون قبل العالمين،وأفضل العالمين،وحاضرا مع العالمين، وشاهدا على العالمين.  واعلم أن الاشياء معلومة عند النبوة ،فقد اوتي صلى الله عليه وسلم علوم الاولين والاخرين.فهو صلى الله عليه وسلم على علم بما يريد الله اظهاره في الكون الالهي، هو باطن في حقيقته حتى يصل ابان ظهوره،وتحكم الارادة بإيجاده.واذا تتبعت السيرة النبوة تجد فيها اخباره صلى الله عليه وسلم بالكثير من المغيبات.

قال  حذيفة رضى الله عنه ” لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئًا إلى قيام السَّاعة إلا ذكره؛علمه من علمه،وجهله من جهله،إن كنت لأرى الشيء قد نسيته، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه “ ((صحيح البخاري).

روى أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رضى الله عنه قال :”صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر،وصعد المنبر،فخطبنا حتى حضرت الظهر،فنزل،فصلى،ثم صعد المنبر،فخطبنا حتى حضرت العصر،ثم نزل،فصلى،ثم صعد،فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا ” (صحيح مسلم) .

وروى الترمذي في (سننه)عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان: فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا:لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا.فقال للذي في يده اليمنى:هذا الكتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثمَّ أُجمل آخرهم،فلا يزاد فيهم،ولا ينقص منهم أبداً. ثمَّ قال للذي في شماله: هذا كتاب من ربِّ العالمين، فيه أسماء أهل النار،وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثمَّ أُجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبداً.

اسماء اهل الجنة واسماء آبائهم وقبائلهم من آدم الى قيام الساعة تحتاج لمجلدات ومجلدات لجمعها.ولكن هما كتابان من رب العالمين،كتبا بقلم القدرة، وسيدنا محمد على معرفة بمحتواهما.
قال تعالى:”فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَّ” تاركه الى أن  يصل زمن بروزه للوجود.فما من شئ،شئ، الا واسطة فيه نبوة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أشار الى ذلك  صاحب الصلاة المشيشية “ولا شئ الا وهو به منوط” عرف ذلك من عرفه ،وجهله من جهله،وما في الكون إلا أشياء قال تعالى”إنما قولنا لشئ إذا اردناه أن نقول له كن فيكون”وسماه تعالى شيئا قبل ظهوره، لأن الاشياء مشهودة لله في حال عدمها،لا يخفى عليه شيئا منها،والاشياء معروفة عند النبوة بتعريفها إياها.قال تعالى :ولا تقولن لشايء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله”رسمت كلمة “لشايء”مخالفة للعربية بألف زائدة ،وزيادة المبنى تساوي زيادة المعنى،المعنى الظاهر والباطن ،لأن الاشياء معلومة عند النبوة معروفة عندها،ولا تظهر إلا حسب الارادة الإلهية ،وبتوقيت زماني محدد،لأن كل شئ هو في القرءان“ما فرطنا في الكتاب من شيء”وانتبه الى كلمة “فاعل” وهي الوحيدة التي كتبت بالألف الثابتة ،الباقون بألف محذوفة(فاعلين ،لفاعلون).لأنه صلى الله عليه وسلم طرف فاعل في التجليات الالهية،فالنبوة المحمدية تطفئ حرارة التجليات الالهية،وتمزجها باللطف “وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ” فمامن تجل إلهي إلا ويمرعبر وساطته،فيظهر المقتضى الذي يريد الله اظهاره. قال صلى الله عليه وسلم:الله المعطي وانما انا قاسم “ومن قسم لك فقد اعطاك ،والقاسم يجب أن يكون على علم بما يُقسم،ولمن يقسم ليكون عادلا في قسمته. قال الشيخ محمد الكتاني: اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا احمد القاسم أمدَادِ الَخزَائِنِ الإِلهيَّةِ. على أجْنَادِ الدَّوائِرِ المُلْكيَّةِ،….الى اخرها.

فانتبه نور الله قلبي وقلبك وضاعف في هذا النبي حبي وحبك

1٬137 : عدد الزوار