اسباب كثرة الاضرحة بالمغرب

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا حولاسباب كثرة الاضرحة بالمغرب.                                                                                        للتصوف دور مهم في الإصلاح،وتربية النفوس وتزكيتها،وتحقيق الأمن الروحي للسالكين، وهو من ثوابت الهوية المغربية، لهذا  حظي بالعناية والرعاية اللازمتين من السلاطين الذين تعاقبوا على حكم المغرب، فأمدوه بالاهتمام الكبير، لأنه أبعد عن المذهبية والطائفية كالتشيع والوهابية، فتميّزوا بوحدة العقيدة،والمذهب، والسلوك، كما عبّر عن ذلك الشيخ عبد الواحد بن عاشرفي منظومته:
في عقد الأشعري وفقه مالك =وفي طريقة الجنيد السالك                                        تلك الوحدة التي كانت من أسباب تمتع أهل المغرب بالأمن والأمان، والوحدة والوئام، فشكلت هذه الثوابت الخصوصيات الدينية للمغاربة.                                                 تؤكد أغلب المصادرالتي أرخت لتاريخ المغرب على تعظيم سلاطين الدولة المغربية لشأن التصوف، فقد أنشئوا الزوايا والأضرحة،وعُرِفوا بتوقير الصالحين والأولياء،وزيارتهم والتبرك بهم،وأصدروا ظهائرشريفة ترفع من مكانتهم،وتحفظ لهم مهامهم الموكولة إليهم، فأجزلوا لهم العطاء،وقرّبوهم إليهم،مُشرفين على أمورهم،متابعين لهم عن كَثَب.           ففي دولة بني مَرين حازأبو الحسن المريني النصيب الأكبر في محبة الأولياء والصالحين، برعايتهم والوقوف على أمورهم، وزيارتهم أحياء وميتين،والتبرك بهم، لدرجة أنهم أثنوا عليه بعد انتقاله للرفيق الأعلى.                                                                        يحكي  عنه ابو مرزوق التلمساني: “أنه  دخل عليه، شيخ يعرف بالصلاح ، فأجلسه إلى جانبه، ثم قال لجلسائه: هذا رجل تعلق بجناب الله، فوجب إكرامه”. وكان مدة إقامته بتلمسان يخص يوم الأربعاء بزيارة سيدي أبي مدين الغوث رضي الله عنه…”.                      اما سلاطين الدولة السعدية فمنهم من دخل في زمرة الصوفية، كأحمد المنصورالذي “لبس خرقة التصوف عن شيخه العلامة الأديب أحمد المنجور…، وقبله أخذ السلطان عبد الله الغالب طريقة التصوف عن أحمد بن موسى الجزولي”.                                           وتجدرالإشارة إلى أن الظهائرالتي أصدرها سلاطين الدولة العلوية في حق أهل الله تعالى كانت على أربعة أنواع:
– التوقير والاحترام، الموجه للزاوية وشيوخها وتجديد كل سلطان له.
– تعيين مُقَدم الزاوية أو إقراره في منصبه.
– حل الخصومات الواقعة فيما بينهم أو مع مُنازعيهم.
– الإنعام عليهم.

وترميم الكثير من الاضرحة فقد جدد المولى إسماعيل ضريح أبي القنادل سيدي يوسف، وضريح أحمد الشبلي، وعبد الله القصري، وأسس الضريح الإدريسي سنة 1110هــ ، فقامت حوله مدينة زرهون، وأسس السلطان سيدي محمد بن عبد الله ضريح سيدي محمد بن عيسى بمكناس،وبنى قبة سيدي سعيد بن عثمان،وجدد بناء الضريح الإدريسي…، وقد جدد مولاي الحسن ضريح سيدي أحمد بن يحيى في باب الجيسة عام 1307، وبنى قبته . وكان السلطان مولاي يوسف منتميا إلى الطريقة الدرقاوية”.                                        وكان يحتفل بعيد المولد النبوي وليلة القدر…                                                                                     ومن رسالة جلالة الملك الحسن الثاني إلى ندوة الطرق الصوفية بفاس، سنة 1986  قال  : “إن تاريخ الأسرة العلوية حافل بمظاهر التكريم والتقديرالتي كان يضفيها ملوك هذه الأسرة الأماجد على الطرق الصوفية عموما، وعلى الطريقة التجانية خصوصا، فقد أصدروا ظهائرالتوقير والاحترام لمشايخ الطريقة، وبذلوا في العناية بهم والرعاية لهم ولزواياهم ما هو معروف ومشهور، ويكفي أن نذكر في هذا الصدد ما لقيه الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه من التكريم والتعظيم والإعزاز على يد عمنا السلطان مولاي سليمان قدس الله روحه، وما تلقاه الشيخ عمرالفوتي تغمده الله بواسع رحمته وهو يجاهد في سبيل نشر الإسلام في إفريقيا من الدعم والسند من جدنا السلطان مولاي عبد الرحمان طيب الله ثراه…، وما كان من صلات متينة أكيدة بين والدنا جلالة المغفور له محمد الخامس نوّر الله ضريحه وكبار مشايخ الطريقة التيجانية…انتهى”.                                  وفي الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس أيده الله إلى المشاركين في الدورة الوطنية الأولى للقاء سيدي شيكر للمنتسبين للتصوف 2008.يقول: “فقد أذنا لوزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية، بأن يتم تنظيم هذه اللقاءات، في صيغتها العالمية، كل عامين، في فصل الربيع. كما أمرناه بإقامة لقاء وطني منتظم، حتى يتاح لفعاليات مختلف الطرق والزوايا،المكونة للنسيج الصوفي بمملكتنا الشريفة، المشاركة على الوجه المُرضي، كماً وكيفا، في كل ما من شأنه دعم القيم الروحية، والفضائل الربانية، والتأطير الأخلاقي للمجتمع. وهو ما اضطلعت بها طرق التصوف وزواياه في بلدنا، على امتداد العصور”.

يقول في  الرسالة السامية  للمنتسبين للتصوف 2009.: “…. فقد أنتجت المدرسة الصوفية المغربية، كثيرا من الصالحين المصلحين، الذين كانوا بأوقاتهم وأزمانهم عارفين.. فكانوا في كل وقت وزمان، يدلون الناس على ما يصلح من شأنهم، ويرشدونهم إلى التعلق بخالقهم، والتراحم فيما بينهم. وكل ذلك في لين ورفق، مع الحث على محاسبة النفس ومخالفة هواها، والأخذ بعزائم الأمور وابتغاء أعلاها. موقنين أن متاع الحياة الدنيا إلى زوال، عاملين على إصلاح نفوسهم، وتزكية أخلاقهم، والسمو بأرواحهم. سالكين من أجل ذلك، طرقا تعددت أساليبها ومناهجها، وتوحدت مقاصدها وغاياتها”.

تتضمن المملكة المغربية 5038 ضريحا، والضريح هو عبارة عن بناية مكعّبة الشكل تعلوها قبّة نصف كروية تبنى فوق قبر الولي أما  عدد الزوايا في المغرب فبلغ 1496 زاوية،و كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن أزيد من 30 ضريحا كبيرا تم ترميمه.وكأمثلة لتقريب المعنى للمستمع فبمدينة مراكش يوجد 196 وليا، وبمدية سلا يوجد ضريح 57 وليا من الرجال و12 من النساء…وبالدار البيضاء 29 من الرجال وثلاثة من النساء،وبمدينة طنجة توجد 12 زاوية وعشرين ضريحا.وبمدينة مكناس 12وليا و13 ولية.وبمدينة القصر الكبير 75 وليا،وبمدينة آسفي 1000ضريحا. قال الكتاب الفرنسي أرمان انطونة الذي كان يشغل منصب مراقب مدني لناحيتي عبدة وأحمر في زمن الحماية الفرنسية سنة 1929 أن المغرب بلد 100000 ولي ،و ولي .                          وعدد الصالحين  الذين ليس على قبورهم اضرحة يفوق بكثير من عليه قبة , فالمغرب بلد التصوف ومملكة الاولياء.وجل الاختام الذين تركوا بصماتهم في التصوف كانوا مغاربة او من اصول مغربية. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بنت رسول الله

700 : عدد الزوار