تنبيه الفقير من الغفلة والتقصير

تنبيه الفقير من الغفلة والتقصير

كان التصوف جد واجتهاد وعن البدع الابتعاد،كان رسوما فأصبح مراسيم ، وصار لبس المرقعات صلاحا ،والرقص والتواجد تصوفا،واصبح  كل  من ادعى مقاما يعتبره الساذج صادقا صديقا. انتسبوا الى شيوخ اموات بغير عمل ولا اتباع ،وضاعت الاعمار بغير انتفاع،وغابت السنة وصار الحكم للتصفيق والسماع،وضل الفقراء كغنم بلا راع، ولم يبق للاسرار والحقائق صاع ولا صواع. شيخهم  ذو اللحية والعمامة ،بالورع تظاهر،وسالكهم            للدنيا وسعتها و التمتع بزينتها سارع |،لم يعد مقصودهم التربية والرياضة والطاعة، والمقامات  بل البعض مراده ان يكشف له الشيخ عن امور دنياه وما يليق بتجارته حتى  يزداد ربحه ويكثر ماله  .                                 التصوف ممارسة، وعمل ،وليس نظر ورآي  .

فالسلوك معناه السير والالتزام .

والطريق هوالسبيل و المنهج الصوفي الذي كان عليه السلف من الامة والشيخ  هو القائد والدليل والمربي .

والمريد هو المتجرد عن ارادته القابض بأذيال شيخه  .  والزاوية هي مكان ينزوي فيه الفقراء للذكر وللمذاكرة بشروط الذكر أي عدم اللغو واذا حضر وقت الصلاة  فالصلاة اولى .   فقم يا فقير من الغفلة والتقصير الى الاجتهاد والتشمير.   فهناك فقر يشترك فيه الخلائق كلها، قال تعالى:” يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله ” فقر اضطراري يشترك فيه الخلائق اجمعين عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله  فوراء كل الاسباب الدنيوية اسماء الهية فافتقارك لشئ هو طلبك لمقتضى اسم الهي .فحتى الملحد عندما يكون مريضا ويتردد على عيادة الاطباء إنما هو في باطن الامر يطلب أن يسري عليه مقتضى اسمه تعالى “الشافي” .                                                                                     و فقر دنيوي : فالفقر لغة عبارة عن خلو اليد من متاع الدنيا أي لايملك شيئا.  وفقر اختياري :هو عند القوم خلو القلب مما سوى الله فلا يرى فاعلا سوى الله، ولا معطيا ولا مانعا غيره، ولا ضارا ولا نافعا سواه. قال صاحب المباحث الاصلية                                                    قول الفقير اني فقير= فللظهور بدأ  يشير                                                أي الفقير الحقيقي لا يظهر فقره ويلبس الثياب التى تثير فضول الناس او تسقط منزلته عندهم ،أو يتظاهر بالذكر والسبحة .قال ابراهيم بن ادهم : ماصدق من أحب الشهرة.لأن ذلك لا يخلو من الرياء .فالفقير ( كما قال صاحب المدخل) :من افتقر  في كل أحواله على ربه عزوجل ،وسكن فلبه إليه. قال الشيخ ابو مدين                                                               الفقر فقر ما دمت تستره= فإذا أظهرته ذهب نوره

يا فقير  إن كنت من الصوفية فاتقي الله في السر والعلانية. اتبع السنة  قولا وفعلا وبحسن نية ،وكن راضيا بالقليل وبالكثير،فالنعم كلها نسبية الا نعمة الاسلام،يا فقير لا تترك مقتضى قوله تعالى “وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ“.  يشملك .استيقظ من غفلتك ،فلطالما ايقظك الدهر فتقاعست وجدبك الوعظ فتناسيت     وحصحص لك الحق  فتناعست     

1٬074 : عدد الزوار