الخضر عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله.موضوعنا حول العبد الصالح الخضرعليه السلام.                                          ورد في الحديث انهقام موسى- عليه السلام- يومًا خطيبا في بني إسرائيل،وقال لهم أنه هو أعلم الناس على وجه الأرض،فعاتبه الحق تعالى اذ لم ينسب العلم الى الله ،وقال له ان هناك عبدا صالحا بمجمع البحرين هواعلم منك ،فسال عن كيفية الاتصال به. فقال له تعالى خذ معك حوتا واجعله في مِكْتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ..فذهب للقائه  صحبة فتاه يوشع بن نون عليهم السلام ،ونال منهما التعب فناما عند صخرة ، فخرج الحوت من المكتل  وسقط  في البحر،واتخذ سبيله فيه،ولما استيقظا من نومهما،لم يشعرا بفقد الحوت وواصلا سيرهما ،حتى احس موسى بالجوع،فسأل فتاه عن الحوت فقال له: (أَرَأَيْت إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نَسِيت الْحُوت وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَان أَنْ أَذْكُرهُ وَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر عَجَبًا)، فَقَالَ موسى عليه السلام:(ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارهمَا قَصَصًا). رجعا الى المكان الذي ناما فيه فوجدا رجلا جالسا به ،فعرف موسى انه العبد الذي اخبره الله تعالى عنه ،فطلب منه أن يعلمه من العلوم التي عنده، وباقي القصة مذكورة بتفاصيلها في سورة الكهف. وتعلم سيدنا موسى عليه السلام علوما لم يكن يعرفها،لقد عرف ان الشريعة من جملة الحقائق ،وان الحقيقة لا تخالف الشريعة الا في الظاهرر,وعرف ان لا فاعل في الوجود سوى الله لكنه لم يصبر ليعرف أكثر، قال صل الله عليه وسلم وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصّ اللَّه عَلَيْنَا مِنْ خَبَرهمَا.

والعبر من هذه القصة                                                                      1يجب على الانسان الا يُعجب بعلمه ولا بصحته ولا بماله وان ينسب الفضل لله.                             2العلم نوعان علم مكتسب ظاهر يتطلب تحصيله التعلم والإجتهاد وعلم لدني يهبه الله تعالى لمن يشاء .                                                             3طلب العلم يحتاج للمشقة والتعب فسيدنا موسى وهو من أولى العزم من الرسل تحمل مشقة السفر في طلب هذا العلم .                                                4 لابد على المتعلم  ان يتأدب مع من  شيخه، كى يستمد منه وينتفع بعلمه.         5يجب  تقديم المشيئة الالهية عند اقدامك على أي  مهمة.قال تعالى ” وما تشاؤن الا ان يشاء الله”                                                                              قصة موسى مع الخضرلو وردت في الحديث دون القرءان  لحكم الكثيرعليها بضعفها او حتى بوضعها لما تحمل من حقائق لا تساير المنطق وتخالف ظاهر الشريعة

والخضر ولي من الاولياء كما اشار الى هذا القشيري في الرسالة القشيرية ،وقال بهذا كذلك سيدي عبد العزيز الدباغ صاحب الابريز ،وذهب البعض الى القول بأن الخضر نبي .                                                                                       وأغرب رأى وردعن الخضر ما حكاه الماوردي :قال إن الخضر مَلَك من الملائكة يتصور في صورة الادميين(نقلا عن الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني).                                                                                ولو كان الخضر مَلَكا لما كان في القصة وجه غرابة ، فتعليم سيدنا موسى هذا العلم اللدني جاء من شخص بشر مثله، وأقل منه مقاما

والخضر ليس من بني اسرائيل بدليل سفر موسى للقائه،وبدليل اصحاب السفينة الذين عرفوا الخضر ولم يعرفوا موسى.والخضر عرف موسى وقال له : أموسى نبي بني اسرائيل… الحديث بكامله اورد البخاري.                                        يقول الشعراني في كتاب معارج الألباب عن بعض شيوخه  أن الخضر عليه السلام  اخذ علوم الشريعة على يد أبي حنيفة النعمان.

أول من ذكر الخضر في كتاب هو الحكيم الترمذي في كتابه ختم الولاية-  

 الخضر مازال حيا بالحياة التي ارادها الله له وقد حكى الكثير من الصوفية انهم رأوه منهم شيخي راه مرتين مرة بضريح مولاي ادريس الازهر

ويحكي ابن عربي في فتوحاته انه راه مرة في الاندلس وصحح له مسالة وقعت له مع شيخه أبي العباس العُرَيْبي ..ومرة ثانية بمرسى مدينة تونس

ويحكي الشيخ الدباع رحمه الله تعالى انه كان يبيت كل ليلة جمعة بضريح الولي الصالح سيدي علي بن حِرْزِھِم،وخرج ليلة يتمشى بين القبورفوجد رجلا جالسا قرب الضريح فكاشفه بعدة امور تخصه فطلب منه الشيخ الورد ،فقال له قل  كل يوم سبعة آلاف مرة  :اللھم يا رب بجاه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم اجمع بيني وبين سيدنا محمد بن عبد الله في الدنيا قبل الآخرة” وعرف فيما بعد  انه الخضر عليه السلام.  

ومن المتداول بين الصوفية ان الخضر دائما يصلي صلاة الجمعة بمكة ويمكث بالحرم حتى يصلي العصر ويطوف وينصرف.لهذا فالكثير من السالكين الذين يعرفون هذا تجدهم في الطواف بعد صلاة العصر يوم الجمعة بغية لقائه  .

ويرى البعض ان الخضر من الاوتاد وحسب مشربنا فمقامه الابدال ،ومهمته في الامة المحمدية هي تربية السالكين المجدين المجتهدين والمحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا ذلك ام لم يعرفوه،والذين لاشيخ ياخذ بيدهم شريطة الإقرار بوجود الغوث.وربما ألبسهم الخرقة كما حكى ذلك ابن عربي.وهو لا يوصله الى المعرفة بل ياخذ بيدهم حتى يجدوا  بشيخ عارف حي يكملوا على يده سلوكهم.                                                    ومن دعاء الخضر عليه السلام :“يا من لا يشغله شأن عن شأن ولا سمع عن سمع ولا تشتبه عليه الأصوات،يا من لاتُغَلِّطه المسائل ولا تختلف عليه اللغات، يا من لا يُبْرمه إلحاح الملحين ولا تُضْجره مسألة السائلين أذقنا برد عفوك وحلاوة مناجاتك.والاذكار المسمات المسبعات العشر منسوبة اليه وهناك صيغة استغفار منسوبة اليه.                                                                                  

وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

664 : عدد الزوار