لوازم الفقير

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين، وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله.

لوازم الفقير.                           

1) لوازمه في (نفسه) أربعة:

أولها: (لُزوم الصدق في الأقوال والأفعال والحوال)،حتى يصير كله صدقاً ظاهراً وباطناً،فلا تبقى له همّة ولا إرادة ولا عزمة ولا قول ولا طريقة ولا حقيقة إلا دخلها من الصدق ما يُحتاج إليه فيها،فيُقلّده الحق تعالى لذلك (سيف الجلال والهيبة والتعظيم)..قال الشيخ الحضرمي: “والصدق هو سيف الحق قلّده الله أرباب الحقائق،ما وُضع على شيء إلا قصمه،ولا تُطيق الموجودات مُقابلته ولا قوته..”..

الثاني: (الإنحياش إليه تعالى في جميع الأمور) من عوارض وأغراض وأسباب وأعراض ومِحَن وأمراض،بل جميع ما يحتاج إليه دفعاً وجلباً مما قَلّ وجَلّ،وهو معنى قولنا (حسبُنا الله)..ولذلك قال أبو علي الدقاق: “من علامة المعرفة ألا تطلُب حوائجك كلها إلا من الله تعالى،قلّت أو جلّت..”..وثمرته (الظّفر بالمُراد)،كما قال الله تعالى في حق الذين قالوا (حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)..

الثالث: (الرضى عن الله في جميع الحالات)،قياماً بحق الأمرفي التكليف،وبحق القهر في التعريف.وثمرته (الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة)..قال عبد الواحد بن زيد: “الرضى باب الله الأعظم،ومُستراح العابدين،وجنة الدنيا”..

الرابع: (إفراد الوجه في التوجّه) بإتّباع السنّة وشهود المنّة..

2) أما لوازمه مع (شيخه) فأربعة تُقابلها أربعة:

أولها: (حُسن القبول لما يُلقيه إليه) من أمر المعروف أو حسن التخلّص إن ألْقى خلافه،حتى لا يعمل بمنكر ولا يستظهر بمخالفة.ويُقابله (كمال النصيحة،والإهتمام بالوارد والصادر من أحوالك) عليه،لأنك مطروح بين يديه..

الثاني: (حفظ الحرمة في الشهادة والمغيب)،بأن تخدُمه ولا تُبالي،وتُعادي لأجله وتُوالي.ويُقابله (بذل المجهود في تحصيل المنافع العينية والغيبية)..

الثالث: (حصر الأمر في جهته لكل مهمّ دنيا وديناً)،فهو وسيلتك إلى الحضرة المحمدية،علماً وعملاً وحالاً،وهي وسيلته إلى الله تعالى..فتمسّك به بكلّك يكُن لك بكُلّه..

الرابع: أن (تُراعي أحواله معك) فلا تتعدّى أدباً في محلّه.والحالات أربعة: حالة يُعاملك فيها ب (البُنوّة) من “التأديب والتدريب والتهذيب”،وحقك فيها “الرضى والقبول”.وحالة يُعاملك فيها ب(الأخوة) من “النّصح والمُعاضدة” وهو “مقام التوبة والتقوى”،وحقك عليه “الثبات على العهد ولُزوم العمل بالقصد”.وحالة يُعاملك فيها ب(الأبوة) من “الذّبّ عن عرضك ومالك ومروءتك” ونحو ذلك،وحقه عليك في ذلك “السمع والطاعة”.وحالة يُعاملك فيها ب(المشيخة) من “التربية والترقية”،وحقه عليك فيها “ألاّ تكتُمه شيئاً من سرّك،ولا تُخالفه في شيء من أمرك”،لأن الطبيب لا يُقابل بالنظر والقياس..

3) وأما حقّه على (الفقراء) وحقّهم: ف( إسقاط الحق والكُلفة مع وجود المحاسنة والألْفة)،فقد قال (ص): “إتّق الله حيثما كُنت،وأتبع السيّئة الحسَنة تمحُها،وخالق الناس بخُلُق حسن..”..ومرجع ذلك لأن تُعامل الخلق بما تُحبّ تُعامَل به أو أوْفى..ومدار ذلك على ملك النفس عند الشهوة والغضب،حتى يقع العدل في كلا الحالتين. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه

ذ رشيد موعشي.

عن كتاب عدة المريد للشيخ زروق.

336 : عدد الزوار