سم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى ءاله وصحبه
معرفة أولياء الله ؟
الولي لا يعرف بالصورة الظاهرة انما يعرف بالمعاني الباطنة ،قال سيدنا محمد صلى الله عليه :إن الله لاينظر الى صوركم
وقوله صلى الله عليه :رب اشعث اغبر ذي مطرين لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره.
فمن أراد معرفة الولي بالصورة لايعرفه لأنه لن يرى الا بشرا مثله يأكل الطعام ويمشي في الأسواق في طلب رزقه.
وشيوخ زمننا هذا اعتنوا اكثر بالصورة الظاهرة من لباس ولحية وسبحة …وليس لهم نصيب في الحقائق وحتى فقراء زمننا يأخذون كثيرا بالصورةالظاهرة وبما قد يبدوا لهم كأنوار على وجه الشيخ وينسون أن أكبر نعمةهي المعرفة وأن على هذا الشيخ أن يحدث بها” وأما بنعمة ربك فحدث” بمعنى تكون له فتوحات مسايرة لتجليات عصره ولا يردد كلام السابقين.
قال أهل الله معرفة الولي أصعب من معرفة الله , لأن الله معروف بكلامه و بنبيه وبعظمة مخلوقاته والولي أشعث أغبر لا يؤبه له ، لا تعرفه حتى يتكلم بالحقائق وهي قوله صلى الله عليه وسلم : لو أقسم على الله لأبره.
قال الشيخ ابو العباس المرسي :معرفة الولي اصعب من معرفة الله فإن الله معروف بكماله وبجماله ومتى تعرف مخلوقا يأكل ويشرب مثلك
ثم قال:اذا اراد الله ان يعرفك بولي من اوليائه طوى عنك شهود بشريته وأشهدك وجود خصوصيته.
فلا صفة للعارف سوى المعرفة
قال الشيخ زروق رأيت فقراء هذا الزمان ابتلوا بخمسة اشياء : ايثار الجهل على العلم ، والاغترار بكل ناعق،والتهافت في الامور والتعزز في الطريق ،واستعجال الفتح دون شرطه. فابتلوا بخمسة اشياء: ايثار البدعة على السنة، واتباع اهل الباطل دون اهل الحق ، والعمل بالهوى في كل امر أو في جل الامور ،وطلب الترهات دون الحقائق،وظهور الدعاوي دون صدق.اهـــ.
قال القشيري رحمه الله : مضى الشيوخ الذين بهداهم اهتدوا ،وبسنتهم اقتدوا وزال الورع ،وطوي بساطه، واشتد الطمع وقوي رباطه، وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة.فعدوا قلة المبالات بالدين اوثق دريعة،ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام ،ودانوا بترك الاحترام،واستخفوا بآداب العبادات، وركنوا الى اتباع الشهوات.اهــ
قال الشيخ ابو مدين:
واعلم ان طريق القوم دارسة = وحال من يدعيها اليوم كما ترى
قال الشيخ القشيري رحمه الله :اعلموا رحمكم الله ان المحققين من هذه الطريقة او الطائفة قد انقرض اكثرهم في زمننا الا اثارهم وانشد:
اما الخيام فإنها كخيامهم= وآرى نساء الحي غير نسائها
يقصد بالخيام الظاهر وبالنساء الباطن .
عندما وصل هذا البيت لأسماع ابن عربي قال اما اليوم فلا خيام ولا نساء. هذا في زمانه ( اواخر القرن السادس هجري) فما بالك بنا نحن.وفي زماننا ظهرت البدع ،واختفى الورع، وافتخروا بالدنيا وشهواتها ،وتسابقوا الى نعيمها ولذاتها .
التصوف اصبح صورة لا حقيقة ،ومراسيم لا رسوم.
شيخ ومريدين ،رقص و اكل و شرب وتهاتف عن الدنيا.
لا حقائق ولا أذواق. واصبح التصوف الحقيقي ضالة لاتوجد وعنقاء مغرب لم تولد. قال الشيخ الحسن اليوسي :طوائف الفقراء اليوم كالغنم الضالة في الغابة، من غير سارح يقوم بحقوقها وامرها ،الا قليل ممن قويت نيتهم وغلبت عليهم مع همة المشايخ محبتهم و ان كانوا امواتا. زمن كثرت في الدعاوي وقل فيه الحياء وظهر فيه الفساد والمساوي .اهــ.
الجهال في الأمام، والعلماء في الخلف من وراء.
راح التصوف ولم يبق الطريق طريق ،واختفى اهل التحقيق ،و إن ظهر احدهم لا يقابل بالتصديق. وكان ابو مدين رحمه الله يقول اذا قيل له قال العارف الفلاني :أي شئ خصك الله به انت من علمه اللدني ، حدثونا عن ربكم ،واتركوا فلانا وفلانا، فإن اؤلئك اكلوا لحما طريا ،والوهاب لم يمت والفيض الالهي والمبشرات، ما سد بابها وهي من اجزاء النبوة …والله يهرول لتلقي من اتى اليه يسعى اهـــ.
وكان يقول في الفتوح :اطعمونا لحما طريا لا تطعمونا القديد، أي لاتنقلوا لنا من الفتوح الا ما يفتح به عليكم ، لا تنقلوا لنا فتوح غيركم . وكان يقول الملتفت الى الكرامات كعابد الاوثان فإنما يصلي ليرى كرامة اهــ
فحذار حذار. فللمشيخة شروط وليس كل من ادعى المشيخة بيعناه وكل من ادعى مقاما صدقناه.فالاولياء ورثة الانبياء،وكما كان يُطلب من النبي البينة على صدق دعواه، فكذلك الشيخ المدعي القطبانية ، وفي زمننا هذا من اتباعه ينسبون له الختمية، قال الشيخ ابو مدين:اذا رأيتم من يدعي مع الله حالا وليس على ظاهره شاهد فاحذروه.
(https://www.fatimimohamadi.com/شروط-وقواعد-المشيخة/(ouvre un nouvel onglet))
ابن المبارك
