هل الصلاة على النبي تقوم مقام الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين   الموضوع هو هل الصلاة على النبي تقوم مقام الشيخ

قال تعالى ”إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي: هذا إخبارلنا. يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”هذا امر و تشريف لنا،لان  في صلا ة الله  كفاية وفي صلاة الملائكتة كذاك كفايةً، ومع ذلك أمَر الحق تعالى المؤمنين بالصلاة على النبي ،لِيُثِيبهم عليها.وليترقى مقامها وتفتح بصيرتهم ،فهي من  أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمربها المؤمنين،وسائرالعبادات ليست كذلك. وكل العوالم،علوية أو سفلية ,ملكية أو ملكوتية، الا وبها ملائكة فما شغل الله تعالى هذه العوالم  إلا بأعظم الطاعات،وأفضل القربات،ومنح المصلين عليه بما أكرم به الذاكرين، والتالين لكتابه من عظيم الاجر.فصلى عليهم الحق  تعالى بدوره قال  صلى الله عليه وسلم : من صلى علي صلاة صلى الله عليه  عشرا. من صلى علي عشرا صلى الله عليه  مائة. ومن صلى عليه الله هل يشقى؟لا والله.  

  قوله تعالى”ياايها الذين ءامنوا صلوا”صلوا” فعل الامر يفيد الاستمرارية والاطلاقية أي صلوا بدون بتقييد لا بالزمان ولا بعدد   ولا بشخص ولا بصيغة ما ،فالحق تعالى ،لم يقل صلوا بكذا وكذا ،وبالعدد كذا وكذا. اذ نحن لا نصلى على النبي مباشرة بل نطلب من الحق ان يصلي عليه فنقول” اللهم صل” أي يا الله صل، 

 فإذا كانت الصلاة على النبي تحتاج الى شيخ، فكأننا نحتاج الى من يعطينا الاذن في طلب الله ان يصلي على نبيه،وأصبح هذا الشخص واسطة ببينا وبين خالقنا في هذا الطلب وهذا غير جائز،وهو كلام مخالف للشريعةوالصلوات تنقسم الى عدة اقسام:                                       الصلوات لا تحتاج الى اذن ولا الى شيخ  كالصلوات العددية:هو قولنا اللهم صل على سيدنا محمد عدد كذا وكذا كقولنا اللهم صل علي سيدنا محمد عدد امواج البحاراللهم صل على سيدنا محمد عدد تعاقب الليل والنهار  

                وصلوات من الشمائل المحمدية أي تتطرق الى اخلاق النبوة. كقولنا اللهم صل على سيدنا محمد الذي كان اشد حياء من العذراء  

   وصلوات من السيرة النبوية كقولنا اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الغزوات 

اوصلوات بها صفات نبوية كقولنا اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الامي.فالعبدية والرسالة والنبوة مشتركة مع باقي الانبياء والرسل ..الصفة الامية هي الوحيدة التي تخص مولانا رسول صلى الله عليه وسلم

صلوات العارفين هي التي تحتاج الى اذن

   وصلوات العارفين،هي اما من نسجهم حسب مقامهم العرفاني،كالصلاة المشيشية،وإما هي معطاة اليهم من الحضرة المحمدية ،كصلاة جوهرة الكمال للشيخ أحمد التجاني،وكصلاة المتردي للشيخ محمد الكتاني،  والصلاة تسمى صلاة نعتية،عندما تكون بها نعوت أحمدية،تخص النبوة المحمدية،وغير مشتركة بينها وبين باقي الانبياء،صفات تخص النبوة، ولا يشاركها فيهاغيرها.فقولنا اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الغزوات صفة مشتركة فمن الانبياء من كان صاحب غزوات ومن الناس العاديين كذلك .وقولك اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الامي. الصفة الوحيدة الغير مشتركة هي الامية. اما اذا قلت اللهم صل على سيدنا محمد النور الالهي فهذه الصفات خاصة به ولا يشاركها فيه احد من الخلائق . 

 الصلوات النعتيات،بها صفات محمدية مستخرجة من القرءان تثني عليه.وهي صلوات لعارفين معروفين،وطريقتهم معروفة، وبالتالي فعندهم حق الملكية الفكرية الصوفية، وحق المدد وحق الاذن فإذا صليت على النبي بالصلاة المشيشية اوغيرها دبر كل صلاة تبركا،بأعداد قليلة اقل من عشرة ،فهذا لايحتاج الى إذن .اما اذا استعملت أعدادا  كبيرة تفوق العشرة فيجب أخذ الإذن ممن لهم الإذن في اعطائها فتكسب الاجر ويترقى مقامك. كما ان هذه  الصلوات النعتيات لها ملائكة روحانيين مكلفين بها لهذا وجب الاذن،ووجب الإلتزام بالعدد ،والمصلي بها على النبوة  يقطع المسافات الطويلة في وقت قصير.

والصلاة على النبي تقوم مقام الشيخ المربي أي تربية الذاكر بها تربية صوفية تستقيم احواله ،وتفتح اذواقه ويترقى ادراكه  ولكن بشروط  :

الاول : الحفاظ على الشريعة ظاهرا وباطنا من فرائض ونوافل واجتناب المحرمات ،والاكثرية ينسوا الغيبة والنميمة والفضول. 

      الثاني:  إذا لم يوجد شيخ ببلدك ، شيخ معروف سلوكه الصوفي وطريقته وشيوخه ،مأذون له في التربية،موصوف بالاخلاق حميدة، بلغ أشده ،ولا تنخدع بالكشف وخرق العادات والاخبار بالمغيبات فليست خاصة بالصوفية بل السحرة والكهنة واصحاب الرياضات والجوع والخلوة تكون عندهم هذه الخصائص ،فصفة العارف هي المعرفة

. الشرط:الثالث : الكثرة الحقيقية،لا ورد يومي أو ليلي كالمائة أو المائتين او حتى الالف .. الكثرة الحقيقية هو ما أشار إليه الشعراني ” في العهود المحمدية “،يقول :….. فكان ورد الشيخ نور الدين الشوني كل يوم 10000 صلاة، وورد الشيخ الزواوي 40000،…  فالإكثار،مطلوب قال:صلى الله عليه وسلم : إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة  …وعن أُبَّيْ بن كعب  قال:  قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: الربع ؟ قال: ما شئت،وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك. فابي بن كعب رضي الله عنه،  كل اذكاره كانت صلاة على النبي بلا حد محدود وقال له الحبيب “وإن زدت فهو خير لك..                             وكما ترى فالكثرة مطلوبة في الصلاة على النبي وما حثنا الحق  تعالى على الكثرة الا فيما يخص الذكر”اذكروا الله كثيرا”.”ولذكر الله أكبر” “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ.

فالذكر مع الاكثار والمداومة عليه ،بعد ان يكون باللسان  ،يصبح حالا قلبيا ومن هنا قال بعضهم ان ورده كذا وكذا من الصلاة على النبي بأعداد تخيف كما ذكر الشيخ محمد الكتاني في كتابه خبيئة الكون ان  ورده كان 70000 صلاة على النبوة يوميا. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

546 : عدد الزوار