هو الاول والاخر

يقول الامير الفقير عبد القادر الجزائري في مواقفه……إعلم أن الحق تعالى له الأوليّة والآخريّة الحقيقية،وإن كُنّا نُسمّيها إضافة،لأنه تعالى لا يوصَف بالحوادث. فكُلّ ما وَصِف به تعالى فهو قديم بالنّسبة إليه تعالى، وإن كان حادثاً بالنسبة إلينا.. فجميع أسماء الله تعالى لها وجهان ونسبتان.. وأما أوليّة غيره تعالى، وآخريّته،فهي نسبيّة. بمعنى: ما وُصِف هذا المخلوق بالأول،إلا بالنّسبة لما بعده. ولا وُصِف بالآخر،إلا بالنسبة لما قبله..   

 فالحق أوّل من حيث ما هو آخر،وآخر من حيث ما هو أوّل. فآخريّته عين أوّليته،وأوليّته عين آخريّته. ومع هذا فقد يُعطي الحق تعالى وَصف الأول باعتبار تعيّن،ويُعطي حُكم الآخر باعتبار تعيّن آخر،إذا كان أحد التعيّنين شَرطاً أو سَبباً، والآخر مَشروطاً أو مُسَبّباً. فلا بدّ حينئذ في وصف التعيّن،إذا كان شرطاً أو سبباً، بالأوليّة. ومن وصف التعيّن،إذا كان مَشروطاً أو مُسبّباً،بالآخريّة. ضرورة تقدّم الشرط والسبب على المشروط والمُسبّب..

قلت الاولية والاخرية متعلقة بالاسماء الالهية التي يسير الوجود حسب تجلياتها.فلها أولية الخلق والامر واخريته.أما الذات الالهية فلا توصف بالاولية لإذه تعالى ” كان الله ولا شئ معه” ….وهو على ماعليه كان… فلم يضاف وجودنا الى وجود الله ولم نثني أحديته، تعالى عند ذلك علو كبيرا….فهو الاول في عين اخريته ،وهو الاخر في عين أوليته من حيثية واحدة أنه تعالى واحد ،لا يتعدد.يقول الامير فما وصف المخلوق بالأول الا بالنسبة لما بعده ،وما وصف بالاخر الا بالنسبة لما قبله…والقبل والبعد من صيغ الزمان والمكان،والحق تعالى لا يقيد لا بالزمان ولا يحصر بالمكان.كلن ولا مكان ولا زمان،ولا أين ،ولا آن.وهو على ماعليه كان.فكل وصف إنما يقع على مرتبة الألوهية,فافهم.

516 : عدد الزوار