السيدة فاطمة الاندلسية

فاطمة الأندلسية هي عمة المحدث الكبير الإمام الحافظ مولاي الحسن علي بن غالب الشلبي دفين مدينة القصر الكبير، شمال المغرب.
ولدت الولية الصالحة فاطمة الأندلسية بمدينة شلب، وانتقلت مع صوفية الأندلس إلى المغرب، استقرت أولا بفاس ثم انتقلت إلى القصر الكبير حيث توفيت رحمها الله.
تعد هذه الولية الصالحة مثالا للنساء الصوفيات في المغرب والأندلس، فقد جمعت بين العلم والزهد والورع، كما أن التادلي ابن الزيات ذكرها في كتابه “التصوف”، وقد زارها أكابر العلماء والعارفين بالله وأثنوا عليها، منهم العلامة الإمام أو عبد الله محمد بن يعلى التاودي دفين مدينة فاس.
أخذت العلم على يد الشيخ الصالح أبي عبد الله التودي دفين باب الجيسة بفاس، وتوفيت بالقصر الكبير ودفنت بباب الواد، وعليها قبة ذات نقوش فنية سائرة نحو الزوال والتلاشي، والجدير بالذكر أن السيدة للا فاطمة الأندلسية جعلت صومعة البنات مدرسة لتعليم البنات فيها.
ذكر السيد نخشى في كتابه القصر الكبير ما ملخصه أن الضريح الصغير للا فاطمة الأندلسية هو أثمن عمل فني في المدينة كلها، وذلك فيما يرجع لزخرفته، وهو يحتوي على بناء وقبة جميلة قوية وأصيلة تعبر عن هوية القصر الكبير ذات الطابع الفني لشمال المغرب.
ومن المؤكد أنه بني فوق آثار رومانية اندثرت إثر إنشاء هذا الضريح على شكل بلاط روماني. والقبة تحتوي على زخرفة رقيقة مرهفة وتمتاز بتشابه مع المساجد العظمى بتازة وفاس فالأول له طابع موحدي مريني، والثاني له طابع مريني.
ومسالك البناية مربعة على شكل مثمن، جميلة للغاية تذكرنا بالأندلس وتشبه زخارف قصر البردو بتونس، والبناية يمكن تحديد بنائها في القرن الخامس عشر أو عند بداية القرن السادس عشر، وقد تعرضت لترميمات من المحتمل أن يكون أحدها في زمن البطيوي.

1٬292 : عدد الزوار