لولاك لولاك ما خلقت الافلاك

لولاك لولاك ما خلقت الافلاك.

 يقول الشيخ أبو العباس التجاني قدس الله سره:ما خلق الله لنفسه إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والباقي من الوجود كله مخلوق لأجله معلل بوجوده . لولا أنه خلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق شيئاً من العوالم ، فبان لك أن الوجود كله مخلوق لأجله  .انتهى

قلت فالوجود مخلوق لمخلوق.وانفرد الحق تعالى بالغنى المطلق.فهو تعالى غير محتاج لالكون ولا لأكوان ولاتنفعه طاعة ولايضره عصيان .خلق الخلق للخلق لا له .                                                                              ويقول الشيخ محمد الكتاني قدس الله سره: في “الرقائق الغزْلية “:فالمراد من الموجودات النوع الإنساني،والمراد من النوع الإنساني الأنبياء والرسل(عليهم السلام)والمراد منهم وجود الحقيقة المحمدية، فكانوا لها بمنزلة المقدمات والفذلكات، والمراد من الكتب السماوية القرآن الحكيم، والمراد من الأمم هذه الأمة المحمدية ﴿لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾،والمراد من هذه الأمة آل البيت النبوي الأطهر(عليهم السلام). فصار كأن القصد الحقيقي منِ العالم ليس إلا الحقيقة الأحمدية وما والاها. انتهى.

ويقو الشيخ الأكبر في نقش الفصوص :… وجعله الله تعالى العين المقصودة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الإنساني ولهذا تخرب الدنيا بزواله ,وتنتقل العمارة إلى الآخرة من أجله فهو الأول بالقصد والآخر بالإيجاد والظاهر بالصورة والباطن بالسورة أي المنزلة فهو رب للعالم  وعبد بالنسبة لله .انتهى

فكل الانوار من نوره…أنوار الملائكة  انوار الانبياء ،أنوار الرسل والاولياء من نوره ظهرت.منه انشقت الاسرار وانفلقت الانوار، وفيه ارتقت الحقائق .

فالقمر خليفة الشمس يستمد نوره منها كذلك الانبياء والرسل                        اما الاقطاب فشعرة في جسده الشريف وقطرة من بحره  .

الرسالات السابقة كانت امانة أدوها وانتهى الامر، لهذا كان بعض الرسل في زمن واحد.

يقول الحلاج (طس السراج) : أضاء سراجه من معدن الكرامة اهـ  و معدن الكرامة هو القرءان .والقرءان صفته،والصفة ملازمة للموصوف  فكرمه عمَّ الوجود ظاهرا وباطنا، أولا ولآخرا ، غيبا وشهادة

ويضيف : (وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم من القدم سوى نور صاحب الكرم )اهــ   لأن الكل يستمد من نور صاحب الكرم

فهو الظاهر في عين بطونه والباطن في عين ظهور “فأينما تولوا فثم وجه الله “

وما  احتجبت إلا برفع حجابـها  ***     ومن عجب أن الظهور تستر.

فهو صلى الله عليه وسلم روح الأرواح،والنورالأول،وهو السراج الذي إتقدت منه جميع السرج ،وهو أصل لجميع المجودات من حيث حقيقته،لا من حيث صورته.ومن أجل ذلك عمت الرحمة جميع الموجودات ،وإلى ذلك اشار قوله تعالى”رحمتي وسعت كل شئ””ولله يسجد من في السموات والأرض” فما في الوجود إلا ساجد .وقال”وتقلبك في الساجدين” فهو المتقلب بهم فيهم والمعرفهم  بربهم “فالوجود مخلوق لمخلوق.وانفرد الحق تعالى بالغنى المطلق.

 ولله ذر القائل

  أنت الذي لولاك ماخلق امرء ♣ كلا ولاخلق الورى لولاكا

       أنت الذي من نورك البدر إذ طالع ♣ والشمس مشرقة بنوربهاكا

             أنت الذي لمارفعت إلى السماء♣ بك قد سمت وتزينت لسركا

          أنت الذي ناداك ربك مرحبا ♣ ولقد دعاك لقربه وحباكا

           أنت الذي فينا سألت شفاعة ♣ لباك ربك لم تكن لسواكا

    أنت الذي لما توسل آدم ♣ من زلة بك فازوهوأباك

ابن المبارك

1٬228 : عدد الزوار