لا إتحاد ولا وحدة ولاحلول

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه.

الله سبحانه و تعالى متصف بالغنى.والغني لا يحتاج الى مسكن(حلول) ولا الى شريك (اتحاد) فلا هوعين الأشياء،ولا صلة للأشياء به ،فمن قال بالحلول فهو معلول،وصاحب الإتحاد فهو من أهل الإلحاد،والقائل بوحدة الوجود لامفر له من نار اليوم الموعود                                                    .قال تعالى “إن الله لايغفر أن يشرك به” .  

خلق الله الكون وهو في غنى عنه،وما أوجد سبحانه وتعالى العالم، إلا ليظهر سلطان أسمائه ،فإن قدرة بلا مقدور،ورحيما بلا مرحومين،و جُودا بلا عطاء ورازقا بلا مرزوقين … حقائق معطلة الثأتير،عديمة المقتضيات “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ” فكل ما يفتقر إليه يصب في دوائرالأسماء الإلهية ،ظاهرا وباطنا، فقراضطراري لا اختيارللعبد فيه “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ” فليس في الكون العبث. الله هو الخالق وهو المختار”وربك  يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة” ،لو كان لنا الإختيار ،لكانت لنا مشيئة ، فمالكنا هو الذي يختار، ومشيئته هي الآخدة بنواصينا” وما تشاءون الا ان يشاء الله”. قال  تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌا“.قال ابن كثير في تفسيره: ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم،وهوأعلم بذلك، فَيُغْني من يستحق الغنى،ويفقر من يستحق الفقر. كما جاء في الحديث: “إن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الغنى،ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الفقر،ولوأغنيته لأفسدت عليه دينه. اهـ.                    فهو تعالى غني عن العالمين،وما أوجد العالم ليدُلَّ عليه،لأنه تعالى غني عن الدليل،وكان ولا دليل (كان الله ولاشئ معه)إنما أوجد العالم ليظهر حقائق الأسماء، فالعالم علامة على حقيقة الأسماء ،لاعلى الله” الله غني عن العالمين” فلا نسبة بينه وبين العالم. فلا حلول،ولا وحدة ،ولا اتحاد، فالحق تعالى واجب الوجوب غني،غير مقيد بالدليل،ولو أوجد العالم للدلالة عليه ،ما صح له الغنى، هذا من حيث الذات الإلهية ،أما مرتبة الألوهية ،فالأسماء تطلب العالم ،لتنفعل فيه ،ولِظهورمقتضياتها.واسمه تعالى الغني اسم جلالي ورد منفردا ،وورد متصلا بإسم جمالي “الحميد” إن الله هو الغني الحميد ” فأصبح غناه لنا ورحمة بنا. ووصف تعالى نفسه بالحلم ولا يكون حليما إلا من كان ذا اقـتدار، فإن صاحب العجزعن إنفاذ اقتداره ،لا يكون حليما، فالقوة ،والقدرة ملازمتان للحلم.                                                      فأنت الملك شئنا أم أبينا وأنت الغني ونحن الفقراء ،وأنت العزيز ونحن الأذلاء وأنت القوي ونحن الضعفاء.سبحانك لا إله إلا أنت.

885 : عدد الزوار